الخميس، 27 يناير 2011

7سنوات واهتزعرش الرحمن!!

بسم الله والحمد لله
7سنوات واهتزعرش الرحمن!!
جمع وترتيب الفقير إلى الله أبو مسلم وليد برجاس

جمع وترتيب الفقير إلى الله أبو مسلم وليد برجاس
صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
خيركم من طال عمره وحسن عمله، وشركم من طال عمره وساء عمله }.
ليس العمر بكثرته بل ببركته ،
فمن الناس من يعيش ثمانين أو مائة سنة هباء منثوراً، ليس لهم دور في الحياة ولا في العبادة ولا الدعوة إلى الله إنما هم من سقط المتاع، أهداف رخيصة وهموم تافهة ،
قد مات قوم وما ماتت فضائلهم *** وعاش قوم وهم فى الناس أموات.
وبعض المسلمين .. لا دفع ولا نفع
وأنت امرؤ منا خلقت لغيرنا * ** حياتك لا نفع وموتك فاجع

فليس لديه الشجاعة للاعتراف بالخطأ والتقصير، وليس لديه الاستعداد للعمل والمشاركة، ولكنه على أتم الاستعداد للنقد والتجريح، والثلب والتقبيح يصدق فيه قول القائل
لنا صاحب مولع بالخلاف *** كثير الخطأ قليل الصواب0
ألجّ لجاجا من الخنفساء *** وأزهى إذا ما مشى من غراب0

ينشط للفتن مغلاق للخير

وإخوان عهدتهم دروعا……….فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهم سهاما راميات………فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا قد صفت منا قلوب…….لقد صدقوا ولكن عن ودادي

ولكن هذا الرجل عاش سبع سنوات في الإسلام، كانت كافيه ليهتز له عرش الرحمن

على قدر أهل العزم تأتي العزائم…….وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها …… وتصغر في عين العظيم العظائم
إن من علامة كمال العقل علو الهمة، والراضي بالدون دنئ

ومن الصحابة من عاش شهراً واحداً، ومنهم من مات في نفس اليوم الذي أسلم فيه فدخل الجنة.


دقات قلب المرء قائلة له *** إن الحياة دقائق وثوان
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها *** فالذكر للإنسان عمر ثان


هو..عدو لليهود مجاهد صادق، ومقاتل مقدام، صارت شجاعته حديث الركبان، وأصبحت بطولته مضرب المثل ، ويكفيه شرفاً وفخراً، وحسبه ثناءً ومدحاً أن عرش الرحمن اهتز له لما مات، وليس بعد ذلك فخر ومجد


عباد ليل إذا جن الظلام بهم *** كم عابد دمعه في الخد أجراه
وأسد غابٍ إذا نادى الجهاد بهم *** هبوا إلى الموت يستجدون لقياه
يا رب فابعث لنا من مثلهم نفراً *** يشيدون لنا مجداً أضعناه

إسلام سيد المدينةأرسل صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مصعب بن عمير يدعوأهلها إلى لا إله إلا الله وما إن سمع به سيد المدينة سعد بن معاذ، قيل له: رجل من مكة أتى يغير دين ، فغضب سعد رضي الله عنه، وأخذ حربته وأراد شيئاً والله يريد شيئاً آخر؛ والله غالب على أمره.


والحق ركن لا يقوم لهدّه *** أحدٌ ولو جُمعت له الثقلان0
دعها سماويةً تجري على قدرٍ *** لا تفسدنها برأيٍِ منك منكوس0


أخذ حربته والسم عليها ، ورأى مصعب فى وجهه الشر فما كان منه إلا أن قال:
أيها الرجل! لا تعجل. اسمع مني فإن كنت قلت حقاً؛ فأنصت للحق، وإن كنت قلت باطلاً؛ فعليك بي!
وكان العرب عقلاء حكماء وهذا سيد الأوس
وإطفاء ضوء الشمس أدنى لراغبٍ ***وأيسر من إطفاء نور الشريعة
فركز سعد الحربة، ثم جلس مصعب يتحدث عن لا إله إلا الله وعن رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ويقرأ القرآن، فدخل الإيمان مباشرة كالنور وكالبشرى إلى قلب سعد بن معاذ رضي الله عنه،


فلما قال: لا إله إلا الله، قال: اذهب فاغتسل، فذهب فاغتسل، ودب الإسلام في عروقه، وانتفض جسمه فخرجت كل ذرة من ذرات الشرك والوثنية والكفر والفجور.

عمره ثلاثون سنة يوم أسلم،

طاقة إيمانية عالية

ليست السعادة في السكون ولا الخمول ولا القعود
في العيش بين الأهل تأكل كالبهائم والعبيد
وأن تعيش مع القطيع وأن تقاد ولا تقود
إن السعادة أن تبلغ دين ذي العرش المجيد
إن السعادة في التلذذ بالمتاعب لا التلذذ بالرقود

وهب حياته لله وكيف لا والله تعالى يقول
{قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين}
حصان إخلاصنا ما زال يُسمعنا *** صهيله غير أنا ما امتطيناه
وقف حياته لله فكان شعاره
مرحبا بالخطب يبلوني إذا***كانت العلياء فيه السبب
لا يعرف تلك السلبية التى يعيشها كثير من المسلمين،
وكيف يعيش في البستان غرس***إذا ما عُطلت عنه السواقي
حتى يقول القروي :
لقد صام هندي فدوخ دولة *** فهل ضر كفراً صوم مليار مسلم

وقال الآخر في هذه الأصفار المليار وزيادة!
عدد الحصى والرمل في تعدادهم *** فإذا حسبت وجدتهم أصفارا0
من كل مفتون على قيثارة*** كلٌ وجدت بفنه بيطارا0
إعلان عام ولا مجاملة لأحد!

ذهب إلى قبيلته. قال: اجتمعوا لي رجالاً ونساءً، ولا يدرون ما الخبر، وهو السيد المطاع والأمير المقدم رضي الله عنه؛ اجتمعوا رجالاً ونساءً.
قال: كيف أنا فيكم؟
فقالوا: أفضلنا وسيدنا وأصدقنا وأكرمنا وأشجعنا.
قال: فإن كلام رجالكم وكلام نسائكم عليَّ حرام حتى تؤمنوا بالله وحده وبرسول الله صلى الله عليه وسلم.
لا مكان عنده لتمييع الدين، أوتمييع الولاء والبراء،

فسمعوا الخبر فقاموا، قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، قالوها رجالاً ونساءً، فصاروا في كفة حسناته وفي ميزان بركاته رضي الله عنه وأرضاه.

قال الراوي: وليس في بني عبد الأشهل رجل كافر، وذلك ببركة هذا الرجل.
موقف سعد بن معاذ في غزوة بدر

حضر صلى الله عليه وسلم بدراً واستعرض الجيش، وقد أخبره الله ووعده إحدى الطائفتين،
لكن الواحد الأحد يريد شيئاً آخر، يريد أن يستخلص شهداء، يريد أن يصاول الإسلام، يريد الصراع العالمي ليظهر الصادق من الكاذب ،

أما الإيمان السلبى الميت الذي تعيشه الأمة الآن فليس من الدين.

وإذا بالطائفة الثانية ذات الشوكة ألف من كفار مكة مدججين بالسلاح، وإذا هم بالوادي، مفاجأة غير متوقعة0


وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة وبضعة عشر، فقام صلى الله عليه وسلم يستشير الناس، يريد صلى الله عليه وسلم الأنصار، فالمهاجرون مضمونون وورقة رابحة، شيك مسدد مدفوع القيمة من قبل.

فوقف المقداد بن عمرو رضي الله عنه وقال: يا رسول الله! صل حبل من شئت، واقطع حبل من شئت، وأعط من شئت، وامنع من شئت، وحارب من شئت، وسالم من شئت، والله! لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [المائدة:24]
لكن نقول لك: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون؛
فتهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له.

فالتفت إلى الأنصار، ولا يتكلم في الأنصار إلا سعد الشاب، صاحب الثلاثين سنة،

قال: يا رسول الله كأنك تريدنا؟ قال: نعم.

فقال: يا رسول الله لقد صدقناك وآمنا بك، وعلمنا أن ما جئت به حق، يا رسول الله! اذهب إلى ما أمرك الله به، والذي نفسي بيده لو استعرضت بنا البحر وخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، يا رسول الله! إنا لصبر في الحرب، صدق في اللقاء، وعسى الله أن يريك منا ما تقر به عينك.

فسر النبى صلى الله عليه وسلم ودعا له. وكان النصر للمؤمنين
ماضي وأعرف ما دربي وما هدفي *** والموت يرقص لي في كل منعطف
وما أبالي به حتى أحاذره *** فخشية الموت عندي ابرد الطرف

ماض فلو سرت وحدى والدنا هتفت*** بى قف سرت فلم أقف ولم أخف
دور سعد بن معاذ في معركة الخندق

وجاءت معركة الخندق، وحصن الرسول صلى الله عليه وسلم النساء والأطفال، وحفر الخندق حول المدينة وتألبت قبائل العرب واليهود والمنافقين ضد الرسول صلى الله عليه وسلم

لكن الرسول صلى الله عليه وسلم فلَّ حدهم، وشتت شملهم،
فخرج سعد وأمه سبيكة بنت رافع رضي الله عنها وأرضاها تنظر إليه، وهي تلقي عليه نظرة من الحصن،

وتقول: لو سددت هذا المكان، يعني: درعه كان مفتوحاً من جهة، ولكنه لم يبالى

فإذا بمشرك يطلق سهما فيصيب تلك الفتحة التى بجسد سعد!!!
فقال سعد : من الذي أرسل السهم؟
قال: أنا ابن عرقة ، قال: عرق الله وجهك في النار، وكان الجرح في الأكحل،
وكأن هذا الجرح في قلوب المسلمين ليس في سعد ،
فأخذه صلى الله عليه وسلم وضرب له خيمة في المسجد ليعوده من قريب عليه الصلاة والسلام، وما أرحمه بالأمة!

كان إذا أراد أن يصلي صلى الله عليه وسلم مر بـسعد وسلم عليه ليعلمنا كيف نحترم الرجال والأفاضل
وإذا انتهى من الصلاة مر بـسعد وسلم عليه،

وفرّ الأحزاب ، وبقي أعداء الله اليهود الذين نقضوا العهد

ونقضوا الوثيقة التي كتبت بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم.......
الهجوم على يهود بني قريظةفأتى جبريل من السماء للرسول صلى الله عليه وسلم والرسول صلى الله عليه وسلم قد وضع الّلأمة

بعد الخندق بعد الحصار والجوع، ، قال جبريل: أوضعت لأمتك؟ قال: نعم.

قال:و لكن الملائكة لم تضع السلاح بعد ، عليك ببني قريظة
فقال: {لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة }
إذا كانت النفوس كبارا ***تعبت في مرادها الأجسام
فانطلق الصحابة، منهم من صلى في الطريق، ومنهم من صلى حين وصل.
طوقهم صلى الله عليه وسلم وضاقت عليهم الأرض بما رحبت
0
اليهود يطلبون حكم سعد !!!

ما تذكروا إلا صديقاً واحداً كان حليفاً لهم في الجاهلية، إنه سعد بن معاذ ، كان يبايعهم ويشاريهم، لديهم اتفاقيات ينصرونه في الجاهلية وينصرهم هو وبني عبد الأشهل والأوس قالوا: لا ننزل إلا على حكم سعد بن معاذ ،

قال عليه الصلاة والسلام: ترضون بحكم سعد بن معاذ ؟ قالوا: لا ننزل إلا على حكم سعد بن معاذ ، قال صلى الله عليه وسلم: عليَّ بـسعد بن معاذ .

فذهبوا إلى سعد بن معاذ وهو مجروح في المسجد، فوطَّئوا له الحمار وأركبوه، وأقبل رجلاه تخطان في الأرض كان طويلاً كالحصن، فلما وصل قال صلى الله عليه وسلم:
{قوموا إلى سيدكم فأنزلوه }
وهنا نتعلم أن ننزل الناس منازلهم  فصاحب الجهاد، والعالم وطالب العلم والداعية، والسلطان المقسط العادل يحترم، والشيخ الكبير والزاهد والعابد يوقر وينزل منزلته
سعد بن معاذ يصدر حكمه في اليهود
لا أبطل من الباطل إلا السكوت عليه، والساكت عن الحق شيطان أخرس،
كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق،
اجهر برأيك لا يأخذك ترويع *** لا ينفع الصوت إلا وهو مسموع
فنزل سعد بن معاذ في الخيمة، وأخبره صلى الله عليه وسلم أنهم يريدون حكمه،

فمن إجلاله للرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمه له وتوقيره قال: أيرضى من في هذه الناحية بحكمي؟ ناحية الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أرضى. ولم يقل هو محمد صلى الله عليه وسلم ولا يا رسول الله، إجلالاً:

ثم قال: وترضون بحكمي؟ -أي: اليهود- قالوا: نرضى بحكمك.
قال: رأيي فيهم يا رسول الله! أن تقتل مقاتلتهم وأن تسبى ذراريهم، وأن تقسم أموالهم
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى *** حتى يراق على جوانبه الدم
فقال صلى الله عليه وسلم،: {والذي نفسي بيده! لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات }.

والحق يعلو والأباطل تسفل *** والحق عن أحكامه لا يسأل0
وإذا استحالت حالة وتبدلت*** فالله عز وجل لا يتبدل0
صدق الله.. فصدقه الله

ويتحرى سعد موعود الله، يطلب الشهادة، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
{من طلب الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه }
فى الأثر القدسي أن الله يقول:
{وعزتي وجلالي! ما اعتصم بي عبد فكادت له السموات والأرض إلا جعلت له من بينها فرجاً ومخرجاً. وعزتي وجلالي! ما اعتصم بغيري عبد إلا أسخت الأرض من بين قدميه، ثم لم أبال في أي واد من أودية الدنيا هلك }


بعض الناس يعمل كأنه خادم أو موظف، حتى إن بعضهم يعمل في الدعوة، فإذا سألته: لماذا لا تواصل؟ قال: يا أخي! نعمل مع أناس لا يقدرون الجهود ولا يعرفون تعبنا، وكأنه موظف في شركة. فأنت تعمل عند الواحد الأحد: يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً [الفتح:29].
رجع سعد بن معاذ إلى الخيمة ينتظر الوفاة، وأخذ عليه الصلاة والسلام يكرر زيارته له ويجلس معه، وفي يوم من الأيام

رفع سعد يديه إلى الواحد الأحد

فقام سعد يدعو:
اللهم إن كنت أبقيت بين رسولك صلى الله عليه وسلم وبين قريش حرباً فأبقني لها، وإن كنت أنهيت الحرب بين رسولك صلى الله عليه وسلم وبين قريش فاقبضني إليك.
فلما انتهى من الدعاء حتى انفجر الجرح !! ليموت كما تمنى شهيدا !!
حكم المنية في البرية جاري*** ما هذه الدنيا بدار قرار
طبعت على كدر وأنت تريدها ***صفواً من الأقذار والأكدار

تقول عائشة رضى الله عنها: والله الذي لا إله إلا هو، إنني كنت أعرف بكاء الرسول صلى الله عليه وسلم من بكاء أبي بكر من بكاء عمر على سعد .

{لقد اهتز عرش الرحمن اليوم لموت سعد بن معاذ }
إنها أول كلمة للرسول صلى الله عليه وسلم يقول للناس وللعالم وللدنيا،"لقد اهتز عرش الرحمن اليوم لموت سعد بن معاذ
الدنيا بكت،و الصحابة بكوا، ، لكن أعظم من ذلك أن عرش الواحد الأحد الرحمن الديان المنان القهار الغفار الجبار جل في عليائه، الذي ما السموات السبع بالنسبة لعرشه إلا كحلقة فى فلاة

هذا العرش العظيم الضخم يهتز لموت سعد
قال أهل العلم: وذلك فرحاً، ويا لها من خاتمة عظيمة! ويا له من مرد طيب! ويا له من منقلب حسن عند الله! إذ اهتز عرش الله لموت هذا الإمام العلم.


العيش عيش الآخرة

أتى وفد من بلاد فارس بجبة لكسرى من حرير مخلوطة بألوان -وتصور ملك فارس ماذا يلبس- فلما رآها الصحابة تبرق مع الشمس، وكادت تعمي أبصارهم، فأخذوا يمسحونها بأيديهم ويلمسونها بأصابعهم، فيقول عليه الصلاة والسلام:
{أتعجبون من هذه؟ والذي نفسي بيده! لمناديل سعد بن معاذ خير من هذه في الجنة }
المناديل فقط -مناديل العرق- فكيف النعيم؟ كيف الدور؟ كيف القصور؟ كيف المنقلب؟ كيف النظر إلى وجه الباري سبحانه وتعالى؟ كيف الخيام؟ كيف الحور العين والطعام والشراب واللباس والعز والمجد والملك الكبير؟

المناديل فقط خير من جبة كسرى التي شريت بالآلاف المؤلفة من الدنانير. فهذا شيء من طرف النعيم في الجنة.


لا دار للمرء بعد الموت يسكنها *** إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه *** وإن بناها بشر خاب بانيها
لمن أوقفنا حياتنا؟

سؤال من أعماق أزمتنا
يا أُمة الحق إن الجُرحَ متسع ٌ ----- فهل تُرى من نزيف الجرح نعتبرُ
ماذا سوى عودةٌ لله صادقةٌ ------ عسى ُتغير هذي الحال والصورُ
حالنا اليوم أول من نام وآخر من استيقظ،
حالنا اليوم كحال اليتيم الضائع الجائع؛ إذا لم يسع لنفسه مات
تأمّل !!
كيف دخل الإسلام إلى أفريقيا والفلبين ، والهند والصين ، حتى صار فيها ملايين المسلمين ، من دعا هؤلاء ؟!!!
والله ما دعاهم شيوخ ولا علماء، وإنما اهتدوا بسبب تجار مسلمين .. ليسوا طلبة علم نجباء، ولا أئمة مساجد مفوهين، ولا منظّرين ولا أكادميين
فخرج من هؤلاء المسلمين الهنود والصينيين علماءُ ودعاةٌ .. وأجر هدايتهم لأولئك التجار ..
إن توزيع الأشرطة .. ونشر الكتب .. وتوزيع بطاقات الأذكار .. أمور لا تحتاج إلى علم ..
جد بالدما من غير منّ *** إن لم تذد عنها فمن؟
أنت كذاب

يقف أحد المسلمين عند محطة وقود .. ويطلب من العامل أن يعبأ له ببضع ريالات ..
وخلال ذلك يسأل العامل : مسلم أنت .. فيقول العامل : لا .. لست مسلماً .. فيسأله صاحبنا : لماذا لا تسلم .. فيقول العامل : لا أعرف ما الإسلام .. فيقول صاحبنا : أنا أحضر لك كتباً عن الإسلام ..
عندها صاح به العامل وقال : أنت كذاب ..قال : كذاب !! لماذا ..
فقال العامل : أنا أعمل في هذا المحطة منذ خمس سنوات .. وكل واحد يمر بي يقول :
سأحضر لك كتباً عن الإسلام .. وإلى الآن لم يحضر إليَّ أحد شيئاً ..
فيسكن الكافر بين أظهرنا سنين .. ويعود إلى أهله كافرا !!!

هذه همة الكافرين لنصر باطلهم فأين همتك ؟

كلُّ العدى قَدْ جَـنَّدوا طَاقَاتِهِم *** ضِدَّ الهُدَى والنُّورِ ضِدَّ الرِّفْعَةِ
إِسلامُنا هُـَو دِرْعُـنَا وَسِـَلاحُنَا *** و منارنا عَبْرَ الدُّجَـى فِي الظُّلْمَةِ
هُـَو بِالعَـقِيدةِ رَافِعٌ أَعْلامَهُ *** فَامْشِي بِظِلِّ لِوَائهَـا يَا أُمَّتِي
لا الغَـْربُ يَقصِد عِزَّنَا كَلا وَلا *** شَرْقُ التَحَلُّلِ، إنَّهُ كَالحَـيَّةِ
الكُلُّ يَقْـصدُ ذُلَّـنَا وهَوَانَنَا *** أَفَغَـيْرُ رَبِّي مُنْقِـذٌ مِنْ شِدَّةِ ؟

انظر - إن شئت - إلى عمل اليهود وتكاتفهم .. لإقامة دولة إسرائيل ..
وانظر إلى تفاني الهندوس والبوذيين في خدمة دينهم .. حتى استغرق ذلك أوقاتهم واستنفذ جهودهم .. فأشغلهم عن اللذات والشهوات ..
وانظر إلى نشاط المنصرين .. وحرصهم على دعوتهم .. وبذلهم أموالهم .. وأوقاتهم .. وجهودهم ..
وهم على باطل ..

(منصّرة) شابّة بيضاء بأدغال إفريقيا!!
يقول أحد الدعاة كانت تقدم إليَّ الدعوات دائماً لزيارة اللاجئين المسلمين في أفريقيا .. فتوجهت إلى هناك بعد تردد طويل .. وقررت أن أمكث أسبوعين .. وفوجئت بخطورة الطريق .. والحر الشديد .. وكثرة الحشرات .. والبعوض الحامل للأمراض ..
فلما وصلت فرح بي هؤلاء الضعفاء .. وأسكنوني في أحسن الخيام .. وأحضروا لي أنظف الفرش .. فبقيت تلك الليلة معجباً بنفسي .. وتضحيتي .. ثم نمت في عناء شديد .. وأنا أحمل هم هذين الأسبوعين ..
وفي الصباح جاءني أحدهم وطلب مني أن أتجول في المخيم .. فطلبت منه تأجيل ذلك حتى تخف حرارة الشمس .. فأصرَّ عليَّ فخرجت معه .. وذهبنا إلى البئر الوحيد الذي يزدحم عليه الناس .. ولفت نظري من بين هؤلاء الأفارقة .. شابة شعرها أصفر .. لم يتجاوز عمرها الثلاثين .. فسألته بعجب : من هذه ؟
فقال : هذه منصرة نرويجية .. تقيم هنا منذ ستة أشهر .. تأكل من طعامنا .. وتشرب من شرابنا .. وتعلمت لغتنا .. وقد تنصر على يدها المئات ..
هنا احتقرت نفسى
نعم .. ** إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا } ..

(مهّودة) تشعر بالراحة لأنها دعت إلى ربها!!
يقول أحد الدعاة كنت في ألمانيا .. فطُرق علي الباب .. وإذا صوت امرأة شابة ينادي من ورائه ..فقلت لها : ما تريدين ..؟
قالت : افتح الباب .. قلت : أنا رجل مسلم .. وليس عندي أحد .. ولا يجوز أن تدخلي عليَّ ..
فأصرت عليَّ .. فأبيت أن أفتح الباب ..
فقالت : أنا من جماعة شهود يهوه الدينية .. افتح الباب .. وخذ هذه الكتب والنشرات .. قلت : لا أريد شيئاً ..
فأخذت تترجى .. فوليت الباب ظهري .. ومضيت إلى غرفتي ..
فما كان منها إلا أن وضعت فمها على ثقب في الباب ..
ثم أخذت تتكلم عن دينها .. وتشرح مبادئ عقيدتها لمدة عشر دقائق ..
فلما انتهت .. توجهت إلى الباب وسألتها : لم تتعبين نفسك هكذا ..
فقالت : أنا أشعر الآن بالراحة .. لأني بذلت ما أستطيع في سبيل خدمة ديني ..
(إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ } ..

اهتديت عند إشارة المرور
يقول أحد المهتدين :"أنا قبل أربعة عشر عاماً .. كنت واقفاً عند إشارة مرور .. وقد رفعت صوت الغناء .. فالتفت إليَّ شاب من السيارة المجاورة .. وابتسم في وجهي .. ثم مدَّ إليَّ شريطاً ..
وأضاءت الإشارة خضراء وانطلق كل منا إلى سبيله ..
أما أنا فقد وضعت الشريط في المسجل .. فلما استمعت إليه .. فتح الله على قلبي .. وأصبحت لا أغيب عن المحاضرات والدروس إلى يومي هذا ..
وأنا لا أعرف هذا الشاب الذي اهتديت على يده لكنه يكفيه أن الله يعرفه .. والملائكةَ ترقبه .. وأني ما أعمل عملاً إلا كان في ميزانه مثل أجري ..

أطباء.. بالناس يرفقون ..لا جبابرة يعيّرون
بعض الناس ليس بينه وبين ترك منكره .. إلا أن يسمع موعظة صادقة ..
القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ..
كان زاذان الكندي مغنياً .. فجلس مرة في طريق يغني .. ويضرب بالعود .. وله أصحاب يطربون له ويصفقون .. فمر بهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .. فأنكر عليهم فتفرقوا .. فأمسك بيد زاذان وهزّه وقال :
ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله تعالى ..

ثم مضى .. فصاح زاذان بأصحابه .. فرجعوا إليه .. فقال لهم : من هذا ؟ قالوا : عبد الله بن مسعود .. قال : صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!! قالوا : نعم .. فبكى زاذان .. ثم قام .. وضرب بالعود على الأرض فكسره .. ثم أسرع فأدرك ابن مسعود .. وجعل يبكي بين يديه .. فاعتنقه عبد الله بن مسعود .. وبكى وقال : كيف لا أحب من قد أحبه الله .. ثم لازم زاذان ابن مسعود حتى تعلم القرآن .. وصار إماماً في العلم ..

تأمل قوله (واجعلنا للمتقين إماما) لم يقل سبحانه واجعلنا من المتقين ولكنها تربية على الهمة العالية والعزيمة الصادقة.
وما المرءُ إلا حيث يجعل نفسهُ *** ففي صالح الأعمال نفسك فاجعل
متى يستيقظ الأخيار ؟ متى يتحرك الصالحون ؟ متى يستيقظ المسلمون ؟ أليس في قلوبنا غيرة؟ أليس فينا حياة؟
متى نشعر بالتحدي وأعداء الله عز وجل يشمتون بهذه العقيدة ليل نهار؟
سيروا كما ساروا لتجنوا ماجنوا *** لا يحصد الحب سوى الزراع
وتيقظوا فالسيل قد بلغ الزُبى *** يا أيها النومى على الأمطاع
واسترجعوا ما فات من أمجادكم *** ما دمتم في مهلة استرجاع
يا خاطب العلياء إن صداقها *** صعب المنال على قصير الباع
مع وترتيب الفقير إلى الله أبو مسلم وليد برجاس



الجمعة، 14 يناير 2011

امرأة شغلت الدنيا ، حديثها قرآنا يتلى !!

بسم الله والحمد لله
امرأة شغلت الدنيا ، حديثها قرآنا يتلى !!


الحمد لله القائل فى كتابه:﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ (الأنبياء: من الآية 18).
وقال تعالى: { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة:61].
وقال : {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا}[الأحزاب: 57].
إن من أصول عقيدة أهل الإيمان حب الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، والإقرار لهم بالفضل والسبق واصطفاء الله لهم لصحبة نبيه
واختار لهـم أمهاتٍ بنفسه المقدسـة، فقال-: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ(الأحزاب:6)
وأهل السنة والجماعة يتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة.
فلا رحم الرحمن من لا يحبهم *** وأخزى معاديهم بدنيا وآخرة
ومن أعظم زوجات النبي قدرا و أعلاهن مكانة وأرفعهن شرفا؛ الصديقة بنت الصديق أمنا عائشة بنت أبي بكر الصديق حبيبة حبيب الله ، الحصان الرزان الزوجة الصبورة الوفية العالمة الخلوقة الفصيحة الحصيفة الخبيرة بأنساب العرب ، الطاهرة المطهرة، البريئة المبرأة من فوق سبع سموات .
و صدق القائل
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت *** أتاح لها لسان حسود.
جمع وترتيب الفقير إلى الله / أبو مسلم وليد برجاس
فريدة النساء
هيَ أمُّ المؤمنينَ، ورمزُ النقاءِ والعفافِ والطهارَة، هى حبيبةُ رسولِ ربٍّ العالمين،وهي الفقيهة المفتية العالمة المحدثة ، هى الخبيرة بالطب وأشعار العرب وأيامها رضي الله تعالى عنها
لا يُذكرُ الطُّهرُ إلا قيلَ عائشةٌ ***رمزٌ لهُ وهوَ نورٌ في مُحيّاها
نُجِلُّها نُطرِبُ الدنيا بِرَوعتها ***إذا اِنبرى بكلامِ السوءِ أشقاها
نُرتِّلُ الوحيَ صفواً عن طهارتِها ***ولا نُبالي بصوتٍ خاسئٍ تاها
صدِّيقةٌ وابنةُ الصدِّيقِ ليس لها ***من مُشبِهٍ في الصّبايا في مزاياها


أُعطيتُ تسعاً
تقول الطاهرة المطهرة: لقد أُعطيتُ تسعاً ما أُعطِيتهن امرأة:
 لقد نزل جبريل عليه السلام بصورتي في راحته حين أُمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني. ولقد تزوجني بكراً وما تزوج بكراً غيري.
ولقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن رأسه إلى حجري.
ولقد قبر في بيتي، ولقد حفت الملائكة بيتي، وإن كان الوحي لينزل عليه وأنا معه في لحافه فما بينني عن جسده ، وإني لابنة خليفته وصديقه، ولقد نزل عذري من السماء، ولقد خلقت طيبة عن طيب، ولقد وُعدتُ مغفرة ورزقاً كريماً.
فمن أبغض حبيبيّ رسول الله كان حرياً أن يكون بغيضاً إلى الله ورسوله والمؤمنين والملائكة أجمعين.

مدى حب الرسول لها
ورد في الصحيحين، أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عائشة، واجتمع نساء النبي الى أم سلمة رضي الله عنها فقلن لها: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فقولي لرسول الله يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان، فلما كانت الثالثة قال: «يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها» متفق على صحته.
فأرسلوا إليه أحب الناس إليه وهي فاطمة - رضي الله عنها - هي بضعة من النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم -: " فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها " . قالت عائشة: " وكان النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - معي إذ جاءت فاطمة - رضي الله عنها - ما تخطئ مشيتها مشية النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - فدخلت فسلمت فقال لها: مرحبًا بابنتي ، قالت: إن نساءك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة " فقال النبي- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - لها:
" أي بنيتي أتحبينني ؟! قالت: أجل . قال: فأحبي هذه " قُضى الأمر وحُسم .
* فبحثوا من أحب الناس إليه بعد فاطمة نظروا فوجدوا زينب بنت جحش - رضي الله عنها - زوج النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - وهي التي زوجها الله - عز وجل - من فوق سبع سماوات ، وعائشة - رضي الله عنها - أثنت عليها خيرًا وامتدحتها بالورع والدين والتقوى . " فجاءت زينب فدخلت فقالت: " يا رسول الله إن زوجاتك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة ، قالت عائشة: وكان في زينب ثورة من حدة ، لكن ترجع منها الفيئة " فاحتدت علي عائشة وأسمعتها بعض ما تكره . قالت عائشة: " والنبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - ساكت فنظرت إليه ، هل يكره أن أنتصر وأرد عليها ، -وهذا من ذكائها وفطنتها - قالت عائشة: " فلما نظرت إليه فوجدت أنه لا يكره أن أنتصر فقمت إليها فأفحمتها ، فقال النبي- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم -: متبسمًا إنها ابنة أبي بكر" ما أحد يفوقه حجة !
* وفي مسند الإمام أحمد بسند صحيح " أن رجلاً من التابعين قال لأم سلمة - رضي الله عنها -:
إن عائشة تحدث أن النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - كان يقبلها وهو صائم ، فهل كان يفعل ذلك معك ؟
قالت أم سلمة: أما إياي فلا ، وأما عائشة فلعله كان لا يتمالكها حبا ".
أمها الصحابية الجليلة أمُّ رومان بنت عامر التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقها (من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أمِّ رومان.ذكره ابن سعد فى الطبقات

عائشة من أفضل نساء الأرض
ففي الصحيحين عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام» [رواه البخاري]. (الثريد كان أفضل الطعام عند العرب، وهو لحم وخبز)
نشأت عائشة في بيت صدق وإيمان فأمها صحابيه وأختها صحابيه وأخوها صحابي ووالدها صديق هذه الأمة وعلامة قريش ونسبتها.
قال الحافظ ابن حجر : هى الصديقة بنت الصديق مات النبي صلى الله عليه وسلم ولها نحو ثمانية عشر عامًا ، وقد حفظت عنه شيئاً كثيرًا وعاشت بعده قريبًا من خمسين سنة ، فأكثر الناس الأخذ عنها ، ونقلوا عنها من الأحكام والآداب شيئاً كثيرًا حتى قيل إن ربع الأحكام الشرعية منقول عنها ( فتح الباري 7/134)

قال ابن القيم -رحمه الله-:
ومن خصائصها: أنها كانت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه كما ثبت عنه ذلك في البخاري وغيره، وقد سئل: «أيّ الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قيل: فمن الرجال، قال: أبوها».
ومن خصائصها أيضا: أنه لم يتزوج امرأة بكرًا غيرها. ومن خصائصها: أنه كان ينزل عليه الوحي وهو في لحافها دون غيرها.
ومن خصائصها: أن الله عز وجل لما أنزل عليه آية التخيير بدأ بها فخيرها فقال: «إني ذاكر لك أمرًا، ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك. قالت: قد أعلم أن أبويّ لم يكونا يأمراني بفراقك، ثم قال: إن الله قال: {يا أيها النبي قل لأزواجك - إلى قوله - عظيمًا}. قلت: أفي هذا أستأمر أبويّ، فإني أريد الله، ورسوله، والدار الآخرة، ثم خير نساءه، فقلن مثل ما قالت عائشة». (متفق عليه، واللفظ للبخاري).
ومن خصائصها : أن الله سبحانه برّأها مما رماها به أهل الإفك، وأنزل في عذرها وبراءتها وحيًا يتلى في محاريب المسلمين، وصلواتهم إلى يوم القيامة، وشهد لها بأنها من الطيبات؛ ووعدها المغفرة والرزق الكريم، وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيرا لها، ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شرا لها، ولا عائبا لها؛ ولا خافضا من شأنها؛ بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها، وصار لها ذكرًا بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء، فيا لها من منقبة ما أجلها.
ومن خصائصها رضي الله عنها: أن الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم كان إذا أُشكِل عليهم أمر من الدين استفتوها فيجدون علمه عندها.
ومن خصائصها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتها، وفي يومها، وبين سحرها ونحرها، ودفن في بيتها.
ومن خصائصها: أن الملَك أَرى صورتَها للنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتزوجها؛ في سرقة حرير فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن يكن هذا من عند الله يمضه».(متفق عليه)
ومن خصائصها: أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم تقربًا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهن أجمعين. أ.هـ (جلاء الأفهام [237 - 241]
وفي البخاري قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها»[رواه البخاري]،
.وقد كانت نعم الزوجة لخير الأزواج أعطيت حسن خلق وخلق وفصاحة في اللسان ورزانة رأي ورصانة عقل وتحبب إلى بعل ،إن غضبت لم يخرجها غضبها عن وقارها وأدبها وإنما تهجر مناداة النبي صلى
الله عليه وسلم باسمه محمد
* كناها النبي عليه والسلام بأم عبد الله وهي لم تلد له أخرج ابن حبان في صحيحه من حديث عائشة أن أحضرإليه ابن الزبير ليحنكه فقال:هو عبد الله وأنت أم عبد الله قالت:فلم أزل أكنى بها ))
وفي مسند أحمد (3 / 389)بسند قوي عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ،
اسْتَأْذَنَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى عَائِشَةَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا بَنُو أَخِيهَا، قَالَتْ: أَخَافُ أَنْ يُزَكِّيَنِي، فَلَمَّا أَذِنَتْ لَهُ، قَالَ:
" مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْقَيِ الْأَحِبَّةَ إِلا أَنْ يُفَارِقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ كُنْتِ أَحَبَّ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ يُحِبُّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا طَيِّبًا، وَسَقَطَتْ قِلادَتُكِ لَيْلَةَ الْأَبْوَاءِ، فَنَزَلَتْ فِيكِ آيَاتٌ مِنَ القُرْآنِ، فَلَيْسَ مَسْجِدٌ مِنْ مَسَاجِدِ الْمُسْلِمِينَ إِلا يُتْلَى فِيهِ عُذْرُكِ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ".

علمها رضى الله عنها
كانت رضوان الله عليها مرجعا لكبار الصحابة وكانت تفتي في عهد عمر وعثمان إلى أن ماتت رحمها الله وقد عاشت بعد النبي عليه الصلاة والسلام قرابة خمسين سنة.
قال الزهري: "لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواجه وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل".
قال الذهبي: "لا أعلم في أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- بل ولا في النساء مطلقًا امرأة أعلم منها
قال ابن كثير:لم يكن في الأمم مثل عائشة في حفظها وعلمها وفصاحتها وعقلها
ويقول الذهبي:" أفقه نساء الأمة على الإطلاق ولا أعلم في أمة محمد بل ولا في النساء مطلقا امرأة أعلم منها"
تجاوز عدد الأحاديث التي روتها ألفين ومائة حديث
يقول عروة ابن الزبير: " ما رأيت أحدا أعلم لفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة رضي الله عنها"
ولهذا تطعن الرافضة في عائشة المكثرة في رواية سيرته داخـل بيته، وفى أبي هريرة المكثر في روايـته عن النبى -صلى الله عليه وسلم- خارج بيته وذلك لإبطال السنة برمتها، ثم ينتقلون لإبطال القرآن بدعوى تحريفه لأن نقلته محرفون !.

زواجه صلى الله عليه وسلم منها وتربيته لها
اختارها الله لنبيه فتزوجها قبل الهجرة بأحد عشر شهرًا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أريتك في المنام ثلاث ليال، جاءني بك الملك في سَرَقَةٍ من حرير، فيقول: هذه امرأتك، - وفى الترمذى _: "هذه زوجتك في الدنيا والآخرة"_ فأكشف عن وجهك فإذا أنت هي، فأقول: إن يك هذا من عند الله يمضه" رواه البخاري ومسلم.
ثم لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة و استقر بها , و أكملت عائشة تسع سنين و بلغت المحيض , دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة.
تقول : بينما أنا ألعب مع البنات , على أرجوحة , و كنت مجممة ( ذات جمة : و هي الشعر إذا نزل عن المنكبين ) فإذ بالنساء يأخذنني و يسرحنني و يصنعنني ( أي يجملنها للزواج )حتى أخذوني فأدخلوني على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وتأتي البنات صويحبات عائشة ليلعبن معها ,
فينظرن فيرين النبي صلى الله عليه وسلم فينقمعنّ !! و كان صلوات ربي و سلامه عليه إذا رأى أن البنات لم يأتين لعائشة , كان يخرج فيسرب لها البنات كي يلعبن معها .
فيقول لها مرة :ما هذا يا عائشة ؟؟ فتقول له : خيل فيقول لها : و هل للخيل أجنحة ؟! فتقول : نعم خيل سليمان كان لها أجنحة .
و كان الحبشة يلعبون في المسجد فكانت عائشة تقف لتتفرج , لتنظر إلى لعب الحبشة .
فكان النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في الصحيحين : يسترها برداءه و لا يمل حتى تكون عائشة هي التي تمل و تذهب .و يحملها لترى الحبشة و هم يلعبون في المسجد .

حكمة تزويجها صغيرة من النبي -صلى الله عليه وسلم
فإذا قال قائل: كيف يدخل بطفلة صغيرة سنها تسع سنوات ؟! إنما أوتي من جهله فإن بلوغ النساء في المناطق الحارة يكون سريعًا عكس المناطق الباردة فقد تصل البنت إلي عشرين سنة ولم تحض بعد
وقدر الله أن يتزوجها صغيرة كي تحفظ حياته الخاصة، وتطلع على أحواله التي لايطلع عليها صحابته وهو في بيـته، وذلك في سن ينطبع في قلبها كلُّ شيء، ثم تعيش بعده عمرا لترويه، ولتنشره في الناس، ولهذا لم ترزق الأولاد لئلاّ تشغلها تربية الأولاد عن هذه المهمّة التي هيئها الله -تعالى- لها، وهي رواية الجانب الخفى وراء جدار بيت النبوة الشريف.

حادث الإفك
روى البخاري ومسلم - رحمهما الله تعالي -. قالت عائشة - رضي الله عنها -: " كان النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم – إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه فآيتهن خرج سهمها خرجت معه فأقرع بيننا في غزوة غزاها ، فخرج سهمي عليهن فلما قضينا الغزوة وقفلنا راجعين إلي المدينة مع الرجال الذين كانوا يرحلون لي " قالت عائشة - رضي الله عنه -: " ولم ينكروا خفة الهودج "
وكنت جارية حديثة السن (اثني عشر أو ثلاثة عشر عامًا) فأمنت ديارهم فلم أجد فيها داع ولا مجيب فقعدت مكاني وعلمت أنهم لو افتقدوني سيرجعون إلي "
وأخذني النعاس فنمت ما استيقظت إلا علي صوت إنسان يسترجع " يقول: إن لله وإنا إليه راجعون , قالت: " فنظرت فإذا صفوان بن المعطِل السلمي ثم الذكواني فخمرت وجهي بجلبابي فو الله ما كلمني كلمة وكان يراني قبل فرض الحجاب فعرفني ، فوضع رجليه علي يدي البعير فأناخه ثم ركبت وانطلقنا علي أثر الجيش فأد ركناهم في نحر الظهيرة " " فخاب من الناس من خاب" قالت: " فرجعت المدينة فمرضت شهرًا وأنا لا أدري ما يتكلم الناس في ؟! " " فلما رجعنا عثرت أم مِسطح في مِرطها " أي في ملابسها فقالت: " تعس مسطح فقالت عائشة: فأنكرت عليها وقلت لها: أتسبين رجلاً شهد بدرًا ؟! فقالت أم مِسطح لعائشة: أي هنتاه " يا ابنتي " ألا تعلمين ما يُقال ؟! قالت: وما يُقال ؟! " فسردت لها حديث الإفك ، وما يتكلم الناس به عنها . قالت: " فازددت مرضًا علي مرضي ، وقالت: وكان يريبني أني لا أجد اللطف من رسول الله - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - هذه المرة ما كنت أجده في المرات السابقة.
إنما كان يدخل عليها وهي مريضة وعندها أمها أم رومان فيلقي السلام ثم يقول:" كيف تيكم ؟" أي كيف هذه . قالت: " فاستأذنت النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - أن آتي أبويا لأستيقن الخبر ، فأذن لها . فذهبت إلي أمها فقالت: يا أم أصحيح ما يقولون ؟! قالت: يا بنيتي هوني عليكي فو الله ما من امرأة وضيئة قط ولها ضرائر إلا أكثرن عليها . فقالت عائشة: سبحان الله قد قيل " قالت: نعم . قالت: فبكيت يومي وليلتي ، وطفق النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - يستشير أصحابه في فراق أهله أو إمساكها فسأل أسامة بن زيد فقال له: سأله عن عائشة وما يعلمه عنها ، وهل عليها جربت ريبًا قبل ذلك ؟! فأشار عليه أسامة بما يراه من براءة أهله ، وسأل علي بن أبي طالب فقال له: يا رسول الله ما يحزنك النساء غيرها كثير طلقها وإن تسأل الجارية تصدقك قال: " أي بريرة ما تعلمين من حال مولاتك ؟! قالت: يا رسول الله ما أعلم إلا خيرًا غير أنها فتاة " أي جارية " حديثه السن تعجن العجين ثم تتركه فتأتي الداجن فتأكله " لكن لا أعلم عنها إلا خيرًا " حينئذ صعد النبي المنبر ،
وقال: " أيها الناس من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي ؟! فو الله ما أعلم عن أهلي إلا خيرا .
فقام سعد بن معاذ " ذاك الذي اهتز له عرش الرحمن يوم مات ، وقال: يا رسول الله إن كان من الأوس ضربت عنقه ، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتني فضربت عنقه . فقام سعد بن عبادة زعيم الخزرج فقال لسعد بن معاذ: والله لا تستطيع ولا تقدر علي ذلك فقام أُسيد بن حضير عم سعد بن معاذ فشتم سعد بن عبادة ، وقال: إنك منافق تجادل عن المنافقين وقام الجميع في المسجد ، وكاد الحيان من الأوس والخزرج أن يقتتلان في المسجد فمازال النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - يشير إليهم بيده ويخفضهم حتى سكتوا وسكت "
وكانت أم رومان أم السيدة عائشة وأبو بكر الصديق في هذه المحنة الشديدة يلازمان عائشة - رضي الله عنها - .
فذات يوم دخل النبي - عليه الصلاة والسلام - فقال لعائشة وجلس وهذا أول يوم يجلس عندها منذ خاض الناس في حديث الإفك فحمد الله وأثني عليه بما هو أهله ، ثم قال: " يا عائشة إن كنتِ ألممتِ بذنب فاستغفري الله ، فإن العبد إذا فعل الذنب ثم تاب منه تاب الله عليه ، وإن كنتِ بريئة فسيبرئكي الله تعالي .
قالت عائشة: فقلت لأبي أجب رسول الله - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - فقال: والله يا بنيتي ما أدري ما أجيبه ، فقالت لأمها: أجيبي النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم -. قالت: يا بنيتي والله ما أدري ما أجيبه . قالت: فقمت فقعدت وكنت جارية حديثه السن لا أقرأ كثيرًا من القرآن فقلت : إنني إن قلت لكم إنني بريئة والله يعلم أني بريئة لا تصدقونني ، وإن قلت لكم إنني فعلت ذلك والله يعلم أني ما فعلته لتصدقونني فوالله ما أجد لكم مثلًا إلا كما قال أبو يوسف يعقوب ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ ﴾ (يوسف: 18) .
قالت: " والله ما خرج أحد من البيت إلا أنزل الله براءتي في عشر آيات من القرآن من أول قوله عز وجل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ (النور:11) إلي تمام العشر آيات.
قالت عائشة رضي الله عنها: " والله إني لفي نفسي أحقر من أن ينزل الله في قرآنًا ، إنما كنت أرجو أن يري الله رسوله - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - رؤيا يعلم بها براءتي ، وإني في نفسي لأحقر من أن ينزل الله في قرآنًا "
فلما نزل ذلك علي النبي- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - قام ضاحكًا يستبشر وقال لعائشة: " أبشري إن الله أنزل براءتك .
فقالت أمها: قومي إليه تحمديه ، فقالت عائشة: والله لا أقوم له ولا أحمده إنما أحمد الله - عز وجل - .
وأقسم أبو بكر الصديق وكان ينفق علي مسطح بن أُثاثة وكان فقيرًا يتيمًا أقسم أنه لن يعطيه بعد ذلك نفقة فنزل قول الله - عز وجل -:﴿ وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ (النور:22) ،
فقال أبو بكر: بلي أحب أن يغفر الله لي وأجري النفقة علي مسطح ، وقال: والله لا أمنعه منها أبدا " .

أفك الرافضة اللندنى ،وميراث النفاق الشيعى
ها هم ورثة النفاق في عصرنا ينخرون في جسد الأمة يجاهرون بقذف أمنا عائشة و الأدهى والأمر !أقاموا احتفالا ومؤتمرا في يوم ذكرى موت أمنا عائشة المبرأة من فوق سبع سماوات فرحا بموتها وإعلانا لشتمها وقذفها ، شل الله ألسنتهم .
دع رقابهم بالباطل تطول*** فإنها إلى حزها ستؤول
لو ضربت الجبل بالزجاج ألف ضربة ما انكسر ..!! ولو سترت الصبح بكل شيء ما أنستر!! .. وأين دوي الذباب والزنبور من نغم الفرقان والزبور؟!
ومن العجائب والعجائب جمة أن تسخر القرعاء بالفرعاء ..!! والشمس لا تخفى محاسنها وإن غطى عليها برقع الأنواء ..
لكن أنى يرى الشمس خفاش يلاحظها *** والشمس تبهر أبصار الخفافيش
وقد أجمع علماء الإسلام قاطبة على أن من سب أمنا عائشة رضي الله عنها ورماها بما برأها الله منه أنه كافر وروي عن مالك بن أنس أنه قال : من سب أبا بكر وعمر جلد، ومن سب عائشة قتل.!!
قيل له لم يقتل في عائشة ؟ قال مالك: فمن رماها فقد خالف القرآن ومن خالف القرآن قتل .
وقال ابن العربي رحمه الله : كل من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله ومن كذب الله فهو كافر
وقال ابن قدامة : فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم .
وقال الإمام النووي : براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك وهي براءة قطعية بنص القرآن العزيز فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافرا مرتدا بإجماع المسلمين وقال ابن القيم : واتفقت الأمة على كفر قاذفها . ورحم الله حسان حين قال:
فإن أبي ووالده وعرضي*** لعرضي محمد منكم وقاء
يقول أبي عمران موسى بن محمد بن عبدالله الواعظ الأندلسي – رحمه الله - :
ما شَانُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ وَشَانِي *** هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّانِي
إِنِّي أَقُولُ مُبَيِّناً عَنْ فَضْلِه *** ومُتَرْجِماً عَنْ قَوْلِها بِلِسَانِي
يا مُبْغِضِي لا تَأْتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ *** فالبَيْتُ بَيْتِي والمَكانُ مَكانِي
إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ *** بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعانِي
وَسَبَقْتُهُنَّ إلى الفَضَائِلِ كُلِّه *** فالسَّبْقُ سَبْقِي والعِنَانُ عِنَانِي
مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبِي *** فالْيَوْمُ يَوْمِي والزَّمانُ زَمانِي
زَوْجِي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ *** اللهُ زَوَّجَنِي بِهِ وحَبَانِي
وَأَتَاهُ جِبْرِيلُ الأَمِينُ بِصُورَتِي *** فَأَحَبَّنِي المُخْتَارُ حِينَ رَآنِي
أنا بِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْدِي سِرُّهُ *** وضَجِيعُهُ في مَنْزِلِي قَمَرانِ
وتَكَلَّمَ اللهُ العَظيمُ بِحُجَّتِي *** وَبَرَاءَتِي في مُحْكَمِ القُرآنِ
واللهُ خَفَّرَنِي وعَظَّمَ حُرْمَتِي *** وعلى لِسَانِ نَبِيِّهِ بَرَّانِي
واللهُ في القُرْآنِ قَدْ لَعَنَ الذي *** بَعْدَ البَرَاءَةِ بِالقَبِيحِ رَمَانِي
واللهُ وَبَّخَ مَنْ أَرادَ تَنَقُّصِي *** إفْكاً وسَبَّحَ نَفْسَهُ في شَانِي
إنِّي لَمُحْصَنَةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ *** ودَلِيلُ حُسْنِ طَهَارَتِي إحْصَانِي
واللهُ أَحْصَنَنِي بخاتَمِ رُسْلِهِ *** وأَذَلَّ أَهْلَ الإفْكِ والبُهتَانِ
وسَمِعْتُ وَحْيَ اللهِ عِنْدَ مُحَمَّدٍ *** مِن جِبْرَئِيلَ ونُورُهُ يَغْشانِي
أَوْحَى إلَيْهِ وَكُنْتُ تَحْتَ ثِيابِهِ *** فَحَنا عليَّ بِثَوْبِهِ خَبَّاني
مَنْ ذا يُفَاخِرُني وينْكِرُ صُحْبَتِي *** ومُحَمَّدٌ في حِجْرِهِ رَبَّاني؟
وأَخَذْتُ عن أَبَوَيَّ دِينَ مُحَمَّدٍ *** وَهُما على الإسْلامِ مُصْطَحِبانِ
وأبي أَقامَ الدِّينَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ *** فالنَّصْلُ نَصْلِي والسِّنانُ سِنانِي
والفَخْرُ فَخْرِي والخِلاَفَةُ في أبِي *** حَسْبِي بِهَذا مَفْخَراً وكَفانِي
وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صاحِبِ أَحْمَدٍ *** وحَبِيبِهِ في السِّرِّ والإعلانِ
نَصَرَ النَّبيَّ بمالِهِ وفَعالِهِ *** وخُرُوجِهِ مَعَهُ مِن الأَوْطانِ
قال الزمخشري
"ولو فليت القرآن كله وفتشت عما أوعد به من العصاة لم تر الله تعالى قد غلظ في شيء تغليظه في إفك عائشة رضوان الله عليها ، ولا أنزل من الآيات القوارع ، المشحونة بالوعيد الشديد والعتاب البليغ والزجر العنيف ، واستعظام ما ركب من ذلك ، واستفظاع ما أقدم عليه ، ما أنزل فيه على طرق مختلفة وأساليب مفتنة" تفسير الكشاف (3 / 227).
عرض النفاق لعرض أم المؤمنين *** وهي البريئه ربة العرض الحصين.
أخذ النفاق بخسة ودناءة *** يرمي الحصان بذلك الإفك المبين.
أو مثل تلك تلاك طهرة عرضها *** وينال منها سهم كيد المرجفين!! .
جعلت فداك فأنت عنوان التقى *** والطهر والإيمان والعقل الرزين.
آذوا رسول الله ماذا بعدها *** فليبشروا بالذل والخزي المهين.

الجزء الثانى : امرأة شغلت الدنيا ، حديثها قرآنا يتلى !!


لقد جئتم شيئا إدًّا
قال تعالى-: (وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ) النور: 16،
تأمل قوله" سبحانـه" فقد قرن سبّ نبيه وأذاه بأذاه تعالى وأمرنا أن نقدسه، وننزهه ، إذا رمى أحد عائشة -رضي الله عنه-بسوء ، فسبحان الله وتعالى أن يختـار لرسوله ومصطفاه ، زوجـة إلاَّ أكمل النساء طهارة وشرفا وحصنا.
وقد حكى أبو الحسن الصقلي أن القاضي أبا بكر الطيب قال: إن الله تعالى إذا ذكر في القرآن ما نسبه إليه المشركون سبَّح نفسه لنفسه، كقوله: " وَقَالُوا اتَّخَذَ وَلَدًا سبحانه[البقرة: 116]، وذكر تعالى ما نسبه المنافقون إلى عائشة فقال: "وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نتكلم بهذا سبحانك [النور: 16]، سبح نفسه في تبرئتها من السوء .


ما هيَ بأولِ بركاتِكم يا آل أبي بكر !"
فلا تزالُ بركاتُ أبي بكرٍ وآلهِ تتوالَى على هذهِ الأمةِ منذُ أن نصرَ اللهُ رسولَهُ -عليهِ الصلاةُ والسلامُ- بأبي بكرٍ قبلَ الهجرةِ حينَ صدّقهُ إذ كذَّبهُ الناس، وأثناءَ الهجرةِ بمُرافقتِهِ لهُ، وبذاتِ النطاقينِ أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ رضيَ اللهُ تعالى عنها حينَ كانت تصِلُهم بالطعام، وبعدَ الهجرةِ في كثيرٍ من مواقفِ الصدقِ والحقّ، ثمّ ما جرى بعدَ ذلكَ في حادثةِ الإفك التي نالَت من عائشةَ ابنةِ أبي بكرٍ والتي كانت خيراً وبركةً على جميعِ المؤمنين، كما قالَ الله : " بل هوَ خيرٌ لكم "، ولم يقُل : بل هوَ خيرٌ لعائشةَ فقط، ثمّ ما حصلَ في نزولِ آية التيمُّم .
وقد استفادت السيدة عائشة - رضي الله عنها - من خطئها في غزوة بني المصطلق : ، فقد حدثت قصة مشابهة رواها الشيخان من حديث عائشة أيضًا - رضي الله عنها - قالت: " كنت مع النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - في غزوة من الغزوات فانقطع عقد لي أيضًا ، فأخبرت النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - بانقطاع العقد فحبس الناس في البحث عن هذا العقد . فجاء الناس إلي أبي بكر يقولون: يا أبا بكر أنظر مافعلت عائشة ؟! حبست رسول الله - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - والناس وليسوا علي ماء وقد حان وقت الصلاة .
فغضب أبو بكر وجاءها قالت: وكان النبي- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - قد نام " أي علي فخذها ، قالت: " فجاء أبو بكر وقال ما شاء الله له أن يقول وهو يطعُنني بيده في خاطرتي " أي بأصابعه في خاطرتها هنا ، ويقول: " حبست النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - وأصحابه وليسوا علي ماء وقد حان وقت الصلاة ؟! ، قالت: ولم يمنعني من التحرك إلا مكان النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - علي فخذي فوجدوا العِقد وأنزل الله آية التيمم .
فقال أُسيد بن حُضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر " أي كان لحبس هؤلاء الناس إنزال آية التيمم
"وهي من أعظم الرخص التي وضع الله - عز وجل - بها الحرج عن هذه الأمة في حالة فقدان الماء ."
وما حصلَ بعدَ موتهِ -عليهِ الصلاةُ والسلام- في الذي تحقّقَ على يدِ أبي بكرٍ – رضيَ اللهُ عنهُ – من حربِ المرتدِّين، وتثبيتِ دعائمِ الدولةِ الإسلاميةِ، إلى أن حصَل من الخيرِ والبُشرياتِ الطيبة في هذهِ الحادثةِ الأخيرةِ ما تطمئنُّ بهِ قلوبُ المؤمنين..



دروس وعبر من حادث الإفك القديم والحديث
1- لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت *** أتاح لها لسان حسود.
غباء لاحدود له بل منقطع النظير يشكر عليه أصحاب عمائم الجهل والتشيع عندما يكشفون عوراتهم أمام الناس فى الفضائيات ويطعنون جهارا نهارا ويلغون فى عرض النبى صلى الله عليه وسلم بكل وقاحة وصلافة ويجهرون بتكذيب الآيات القرآنية فى براء الطيبة الطاهرة ثم ينجلى العجب عندكا تقف مشدوها أمام قول البارى مخلدا ذكرى الإفك بقوله {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ } [النور:11
فقد اتّضَح للقاصي والداني أنّ ما يدّعونهُ من مُعاداةِ اليهودِ والنّصارى والحرص على قضايا المسلمين الشائكة – خصوصاً قضيّتيْ الأقصى وفلسطين- ما هوَ إلاّ محضُ كذب ومجموعُ اِفتراء! بل هم في الضفّة المقابلة تماماً لكلِّ ما يدّعون.. وهذا بعدَ أن كادت طائفةٌ مفتونة تُّصدِّقُ دعاواهُم
مثلً هؤلاء الموتورين المتطاولين على القمم الشماء؛ كذبابةٍ حقيرةٍ سقطت على نخلة عملاقة، فلما همت بالانصراف قالت باستعلاء: أيتها النخلة تماسكي فإني راحلة عنك، فقالت النخلة العملاقة: انصرفي أيتها الذبابة؛ فهل شعرت بك حينما سقطت عليَّ لأستعد لك وأنت راحلة عني؟
ألم تر أن الليث ليس يضيره *** إذا نبحت يوماً عليه كلاب
لا يضير السماء العواء *** ولا أن تمتد لها يد شلاء

2- الرافضة الشيعة الإمامية أبعد الناس عن الإسلام والإيمان
من أعظَمِ الخيرِ في هذهِ الحادثة؛ ما تكشّفَ للناسِ جميعاً من حقيقةِ دينِ هؤلاءِ الروافضِ وأخلاقِهم ودينهم يختلف عن ديننا وليس الذى بيننا وبينهم خلاف مذهب أو رأى الرافضة يكذبون القرآن صراحة ، فلا يغرك تقيتهم فديدنهم الكذب.
- وقد سمَّاه الله إفْكًا مُبينًا، بَيِّنَ البُطْلان، ظاهر التكذيب؛ والرافضة كذَّبوا القرآن, وقالوا : بل هو حقٌّ مُبين.
- و سمَّاه الله بُهتانًا عظيمًا؛ {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [النور: 16]، فكذب الرافضة بالقرآن ، وقالوا: بل صِدْق، ورموها به.
- توعَّد الله مَن تزعَّمَ هذا الإفْك وتولَّى إذاعتَه ونشْرَه بعذاب عظيم؛ {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 11]، فرفع الرافضة لواء الإفك، ويصرِّحون به ولم يرتدعوا بزاجرِ القرآن.
- أخبَر الله أنَّ هذا الإفْك عظيمٌ عندَه، لا يرضاه لخليله ومُصْطَفاه؛ {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور: 15]، فيجبُ أنْ يُعَظَّمَ ويحذر منه غايةَ الحَذَر، ولكنَّ الرافضة استهانوا بما عظَّمه الله واجترؤوا على محارمِ الله. .
وحذَّرهم الله أنْ يعودوا للرمْي بالإفك مرة أخرى؛ {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [النور: 17]، فكانوا أبعد الخلق عن الإيمان وشرطه ( إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) !، فعادوا لإفكهم ورميهم بالباطل فبانت عوراتهم ولله الحمد والمنة.
3 - مكانة عائشة رضى الله عنها عند الله
أورد القرطبي في تفسيره:قال: قال بعض أهل التحقيق:
إن يوسف عليه السلام لما رُمي بالفاحشة برأه الله على لسان صبي في المهد، وان مريم لما رُميت بالفاحشة برأها الله على لسان ابنها عيسى صلوات الله عليه، وان عائشة لما رُميت بالفاحشة برأها الله تعالى بالقرآن، فما رضي لها ببراءة صبي ولا نبي، حتى برأها الله بكلامه من القذف والبهتان.
أنَّ الله -تعالى- لما أظهر الإسلام، وصار لهذا الدين صيت في الأرض، وأقبل الناس عليه أفواجا، أراد أن يُذكر أصحابُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- لما لهم من فضل نشره الأول، وحمله إلى العالم، فتسلَّط هؤلاء الكلاب النابحة، على سيرتهم العطرة، فأقبل الناس يقرؤون عنهم، ويعرفون فضلَهم، وذلك كما قال الله -تعالى- في قصّة الإفك لما تكلم أهل النفاق في عائشة -رضي الله عنها-، {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [النور: 11] فنالت من الخير ما لم يكن يخطر على بالها وجعله قرآنا يتلى في المحاريب في الأرض كلِّها، عبـر الأزمنة كلِّها، فما أعظمه من خير نالتهُ حبيبةُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-!.
وتأملوا كيف انتشر الترضِّي عليها -رضي الله عنها-، وتذاكـر فضائلها، مع إنزال اللعائن على شاتمها، فسبحان المتفضّل على من يشاء من عباده بفضله العظيم.
وإطفاء ضوء الشمس أدنى لراغبٍ *** وأيسر من إطفاء نور الشريعة .
4- ثقة المجتمع الإيمانى بنفسه
أرشَدَ الله المؤمنين إلى أنْ يُحْسنوا الظنَّ بإخْوَانهم، فقال( لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ} [النور: 12]، لأن الأصل براءة المؤمن مما رُمِي به، وأنَّ ما معه من الإيمان يمنعُه من فِعْل القبيح فالمؤمن حقُّ الإيمان لا يَرمِي أخاه بالفاحشة، ولَمَّا خَلَتِ الرافضة عن وصْف الإيمان، رَموا الحَصَان الرَّزَان أُمَّ المؤمنين بما رَموها به.
وقد توعَّد الله مَن يُشيع الفاحشة ويخل بأمن وطهارة المجتمع بالعذاب الأليم في الدَّارَيْن؛ فقال(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النور: 19]، فما بالك إذا كانَ ذلك الوعيد في حقِّ زوج الحبيب وعرض الخليل، فأى عقل ودين يدين به أهل الرفض والتشيع قاتلهم الله أنى يؤفكون!


حقد الروافض ليس له نهاية
حقا ما قيل :" إذا رأيت فأراً يسخر من هر، فتش عن جحر قريب ! فهذا الفأر الشيعي الكويتي ياسر الحبيب نظم احتفالاً بهلاك عائشة في جحره فى العاصمة البريطانية لندن ليلة السابع عشر من رمضان الماضي ، وصفها فيها بأنها "عدوة الله وعدوة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم"، واتهمها بأنها "هي من قتلت رسول الله عليه الصلاة والسلام"، و"بأنها تتعذب في النار وتأكل الجيف وهي معلقة من رجليها وهي تأكل من لحم جسدها".!!
ولا يخفى على الكثيرين دعاء (صنمي قريش، وابنتيهما)، ويقصدون: الصديق، والفاروق، وعائشة، وحفصة، رضي الله عنهم أجمعين،
"اللهم العن صنمي قريش، وجبتيهما، وطاغوتيهما، وإفكيهما، وابنتيهما، الذين خالفا أمرك، وأنكرا وحيك، وعصيا رسولك، وقلبا دينك، وحرفا كتابك.. اللهمّ ألعنهما وأنصارهما.. إلى آخـره.. وفي آخره تقول أربع مرات: اللهم عذّبهما -يقصدون أبابكر وعمر- عذابًا يستغيث منه أهلُ النار"!
رمى السيدة عائشة بالإفك هدف مرحلى سعى إليه عبدالله بن سَبَأ، لهدم الدين ابتدأ فيه بإعلان الإسلام ظاهريا ، ثم الغلو في حبِّ آل البيت وتأليههم ونهاية بالخروج من الملة ونبذ الإسلام نهائيا.
يذكرنا هذا بما فعله جده"بولس" محرِّف النَّصرانية، وقد كان محاربًا لأتْباع المسيح - عليه السَّلام - فلما فشل فَكَّر في حيلة دنيئة للقضاء على المسيحيَّة الحقيقية، فادَّعى النُّبوة، وغالى في المسيح ابن مريم - عليه السَّلام - فأخرج دينا مسخا لايمت بصلة لدِين المسيح عيسى ابن مريم - عليه السَّلام.
وكما أنَّ بولس هو أوَّل من نادى بأُلوهية المسيح، ثم ترَك أتباعَه يكملون التَّحريف والتبديل في المسيحيَّة، فإنَّ ابن سبأ نادى بأحقِّية أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه وأرضاه - في الخلافة بدلاً من أبي بكر وعمر وعثمان، ثم ادَّعى ألوهيَّةَ علي - رضي الله عنه - وإن أتباعه قد عَمِلوا على التَّحريف والتبديل، حتى قالوا بتحريف القرآن، وزادوا فيه ما ليس منه،
ومِن ضِمْن هذا التَّحريف والتبديل في دين الله اتِّهامُ السيِّدة عائشة - رضي الله عنها - بما بَرَّأها الله - تعالى - منه من فوق سبع سماوات، والنَّيلُ من شرَفِها، وذلك كلُّه طعن في الدِّين، وفي النبي الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم.


اعرف دافع الروافض
لا يمكن أن يكون الدَّافعُ إلى سَبِّ وطعْن أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - هو حُبَّ آل البيت؛ لأنَّ الطعن في عائشة - رضي الله عنها - طعْن في الوَحْي، وطعْنٌ في شرَف الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وطعْن في عليٍّ وفاطمة، والحسَنِ والحسين - رضي الله عنهم جميعًا.
ومن الخطأ أن نقف عند الذنب ولا نعرف من يحركه فالواجب أن نتجاوز الوقوف على (حادثة الإفك اللندني) إلى فضح المشروع الرافضى الصفوى برمته ، ، فحينما تتهم أمة - أي أمة - زوج نبيها بأنها قارفت الفاحشة وأنها بقيت زوجا له حتى وفاته فأي دعوة ستكون أصرح من هذه لنشر الزنا بين الأتباع، أفتكون زوج القائد القدوة زانية ثم يراد من الأتباع بعد ذلك اجتناب الزنا؟!
ومن هنا يتبين لنا معنى شيوع الفاحشة وشدة تهديد وتوعد الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، وبسبب كثرة ترداد هذه الفرية واستقرارها في العقل الباطن عند الروافض سهل عليهم الزنا والفاحشة فتراهم من دون بقية الطوائف أقل الخلق غيرة على المحارم وتنتشر بينهم جميع الجرائم الجنسية من زنا ولواط مع أنهم يستحلون نكاح المتعة لكنهم لم يكتفوا به،
أَلُعَابُ ألسنةِ الكلابِ الجاري *** ولغتْ بعِرضِ المصطفى المُختارِ؟
ومياسمُ البُهتِ العظيم تغلغلت *** في جوف كلِّ مُفتَّنٍ صبَّارِِ؟
ودمٌ يسحُّ من العيون وحرقةٌ *** بقلوبِ أهل السنَّةِ الأخيارِِ؟
وغدا الأثيمُ بملْءِ فيه على الملا *** يتقوَّلُ الشنعاءَ في إصرار
آهٍ على عِرضِ النبيِّ ولوعةٌ *** حرَّى تمزِّقُ مجمعَ الأوتارِ
أكذا يمرَّغ طُهرَ زوجِ المصطفى؟ *** في حمأة الآثام والأقذار؟
ياويلهم شتموا شعارَ محمَّدٍ *** ودَعَوا زواني المتعةِ الفُجَّارِ!!
ياطاعني بالإفك عِرضَِ نبيِّنا *** مستهزئين بسمعةِ الأطهار
هل يرتضي الرحمنُ دفنَ حبيبه *** إلا بأطهرِ بقعةٍ وجوارِ؟
أم عطَّل المختأرُحدَّ إلهِهِِ *** إذ لم يُقِمْهُ على ثبوتِ العارِ؟
أم ذاك غمزٌ بالدّياثةِ والخنا؟ *** يا قبحَ ما تأتون من أوزارِ
أم جاءكم وحيٌ فبيَّنَ ما خفى؟ *** بل ذاكَ إفكُ الفاجرِِِ الكفّارِِ
حقدُ الأفاعي في صريحِ كلامِكم *** حصَبُ الجحيمِ ومُبغضي الأبرارِ
لا تحسبوا الديّانَ عنكم غافلاً *** يا عصبة حلُّوا بدار بوارِ
عجموا سهامَ الغلِّ من بغضائهم *** ورموا بها قوَّامَةَ الأسحارِ
حفَّاظةُ السننِ المبراُ عرضُها *** مأمونةٌ في الجهر والإسرارِ
أماهُ لايحزُنْك فُحشُ مُنابحٍ *** حقَّت عليه لعائن القهارِ
أنت الطهارةُ والعفافُ بمنبتٍ *** حامي الفضيلةِ ساطعِ الأنوار
أنت التي كانت أحبُّ نسائه *** وفراشُها مُتَنزَّلُ الأذكار
وخريدةٌ لم تُفتَرعْ من قبله *** جوَّادةٌ في اليُسرِ والإعسارِ
مات النبيُّ ورأسُهُُ في حِجرِها *** ياطُهرَ ذاك الذَّيلِ والأزرارِ
وتمازجت ريقُ الحبيبِ وريقُها *** عند المفاض ومشخَصِ الأبصارِ
ذبحوا حمامةَ طُهرِها بسيوفِهم *** وتلقَّفوا من أكذبِ الأخبارِ
يا نقمةَ الجبَّار دُكِّي جمعَهم *** واستأصليهم من على الأقطارِ
(لايسلم الشرف الرفيع من الأذى) *** حتى تُدَكَّ معاقلُ الأشرارِ


صفحة من صفحات الحقد الأسود للروافض على الإسلام والمسلمين

"أجهزوا على الكفار وعبدة الأحجار، ودكوا أركان الكعبة، واقلعوا الحجر الأسود".
هكذا أمر الشيعى المجرم أبو طاهر القرمطي فى يوم الثامن من ذي الحجة سنة 317 هجرية على باب الكعبة ، فى أعظم يوم ، يوم الحج الأعظم؛ حيث يأتي الناس من كل فج، في مشهد إيماني، تذوب فيه الاختلافات والفروق بين الغني والفقير، الأبيض والأسود، العربي والأعجمي،وتسود روح الإيمان والألفة بين الموحدين تطل إيران(أرض المجوس) كعادتها برأس الأفعى قديما وحتى الآن لتعكر هذا الجو الإيمانى ويحصد أبو الطاهر حجاج بيت الله قتلاً ونهبًا وسفكًا، ويقول
أنا بالله وبالله أنا *** يخلق الخلق وأفنيهم أنا
فتعلق الحجاج بأستار الكعبة واستغاثوا بالله، فاختطفتهم السيوف من كل جانب واختلطت دماؤهم الطاهرة بأجسادهم المحرمة، بأستار الكعبة المشرفة، حتى زاد عدد من قتل في هذه المجزرة الرهيبة عن ثلاثين ألفًا، دفنوا في مواضعهم بلا غسل ولا كفن ولا صلاة، وقام الملاحدة بعد ذلك بجمع ثلاثة آلاف جثة حاج وطمروا بها بئر زمزم وردموه ، ثم قاموا بقلع الحجر الأسود من مكانه وحملوه معهم إلى مدينة "هجر" بالبحرين عاصمة دولتهم، و ظل الحجر الأسود طيلة اثنين وعشرين سنة.
ويتعطل الحج بفعل الشيعة لا بفعل النصارى واليهود عام 317 هجرية !!! فلم يقف أحد بعرفة ولم تؤد المناسك ولما خرج القرامطة من مكة بعد جريمتهم أخذوا يفاخرون بإلحادهم :
فلو كان هذا البيت لله ربنا*** لصب علينا النار من فوقنا صبًا
لأنا حججنا حجة جاهلية محللة*** لم تبق شرقًا ولا غربًا
وإنا تركنا بين زمزم والصفا جنائز *** لا تبغي سوى ربها ربا
و ظلت شعائر الرفض مثل الأذان بـ"حي على خير العمل" وغيرها ظاهرة ببلد الله الحرام منذ سنة 335 هجرية، قام خلالها الشيعة بالتضييق على الحجاج وفرض المكوس الجائرة والمرهقة، و كان أمير مكة الفاطمىَّ يغير على مخيمات الحجيج ويسلبهم وينهبهم لأتفه الأسباب.
وفي سنة 414 هجرية قام رجل مصري شيعي بضرب الحجر الأسود بسيف في يده محاولاً تكسيره وأخذ يهدد بهدم الكعبة، فأخذه الناس وقتلوه وأحرقوه، وثار الناس وقتها على سائر الحجاج المصريين والمغاربة ولم يكن لهم ذنب سوى أن الجناة كانوا مصريين وسالت الدماء مرة أخرى على أستار الكعبة وأيضًا بسبب الشيعة وجرائمهم لبيت الله الحرام .

الخومينى يستدعى رداء أبى الطاهر القرمطى
عاد الخومينى على الطائرة الفرنسية إلى إيران ليقيم حكومة رافضية صفوية وأنزل شتى العقوبات والجرائم المروعة ضد أهل السنة، من أجل إجبارهم على التشيع، فأبيدت قرى بأكملها، وتعرضت منطقة الأهواز أو الأحواز السنية لحملة شرسة أشد وحشية من الحملات الصليبية والمغولية من أجل تهجير سكانها وإجبارهم على التشيع.
وانتهز الروافض مناسبة الحج السنوية لإبراز دعوتهم وابتدع الخوميني لشيعته ما يسمى بمظاهرة البراءة، حيث يقوم الحجاج الشيعة الروافض بالتظاهر أثناء موسم الحج سنة 1407 هجرية ـ 1987 ميلادية ضد أمريكا وإسرائيل كنوع من أنواع الدعاية الكاذبة لاستقطاب عامة المسلمين لمذهبهم وعقيدتهم، وكانت السعودية بادئ الأمر تتغاضى عن مثل هذه المظاهرات من باب تأليف النفوس وتحسين العلاقات أملاً في كف الخوميني عن غلوه وطموحاته، ولكن الطموحات الخومينية بلغت به لئن يستدعي ثوب أبي طاهر القرمطي من ذاكرة التاريخ،
حمل الروافض صور الطاغية الخوميني ومجسمًا كبيرًا للمسجد الأقصى كنوع من الخداع للتعمية على الهدف الأصلي،و بدلاً من أن يهتفوا ضد أمريكا وإسرائيل، هتفوا باسم الخوميني ونادوا به زعيمًا للعالم الإسلامي، و قد أخفوا تحت ملابس الإحرام سكاكين وخناجر استعدادًا لاقتحام الحرم، ومبايعة الخوميني في قلب الكعبة زعيمًا لعموم المسلمين، ، ووقع الصدام بين قوات الأمن التي أدركت المخطط وبين الروافض وسالت الدماء مرة أخرى بأرض الله الحرام، وقتل في هذا الصدام المروع 402 حاج، بينهم 275 إيرانيًا و42 غير إيراني و85 سعوديًا، وقد أعلنت إيران على لسان هاشمي رفسنجاني أنها ستحرر الأماكن المقدسة من الوهابيين [وهي التسمية التي يطلقها الروافض على أهل السنة والجماعة والسلف الصالح] الأشرار مما يوضح طبيعة العداوة والبغضاء والكراهية الرافضية.
و أصر الخوميني على أن يثأر لنفسه، فقامت مجموعة شيعية جعفرية تنتمي لمنظمة الدعوة الكويتية بتفجير عبوات ناسفة بمكة سنة 1409 هجرية ـ 1989 ميلادية أدت لمقتل بعض الحجاج الباكستانيين، وقد تم القبض على هذه المجموعة وتنفيذ شرع الله عز وجل فيهم.


اليهودي والرافضي وعائشة رضي الله عنها..
حكى الشَّيْخُ ضياء الدِّين المقدسي رحمه الله : أن الشيخ المقرئ أبا بكر بن علي بن عبد الله الحرَّاني نزيلَ بغداد حدَّثه سنة سبع وتسعين وخمسمائة بمحلة الصَّالحين بسفح جبل قاسيون, قال: خرجتُ لزيارةِ قبرِ أمير المؤمنين عليَّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- في آخر خلافة المستضيء أنا وجماعةٌ, فنزلنا على نقيب من نقباء الأشراف العلويين, فأكرَمنا, وأحسنَ إلينا, , وإذا له خادم يهودي يتولى أمرَه, وخدمتَه, , فلمَّا كنَّا في بعض الأيام جُلوساً عند النَّقيب العلوي؛ إذ قال له صديقنا الهاشمي: أيُّها السيِّدُ النقيب! إنَّ أمورَك كلَّها حسنةٌ, وقد جمعتَ الشَّرف, والمروءة, والكرم إلا أننا أنكرنا استخدامَك لهذا اليهوديَّ, واستدناءَك إيَّاه مع مخالفتِه دينك,
فقال النّقيب: هو كما تقولون, إلا أني اشتريتُ مماليك كثيرة وجواري, فما رأيتُ أحداً منهم وافقني, ولا وجدتُ فيهم أمانةً ونصحاً مثل هذا اليهودي, يقوم بأموري كلِّها مع الأمانةِ.
فقال بعضُ الجماعة: فإذا كان على هذه الصِّفة؛ فأعْرِضْ عليه الإسلام, فلعلَّه يسلم. قال: فأرسَل إليه, فلمَّا جاء قال له بعضُ الجماعة: قد دعوناك لكذا, كذا.
فقال اليهوديّ: واللهِ لقد عرفتُ حين دعوتموني ما تُريدونَ منِّي.فقلنا له: إنَّ هذا النقيب قد عرفتَ فضلَه, وبيتَه, ورئاستَه, وهو يُحبُّك! فقال اليهوديُّ: أنا أيضاً أُحبُّه!
فقلنا له: فلمَ لا تتبعهُ على دينه؟ وتدخلُ في الإسلام.
فقال اليهوديُّ: قد علمتُم أني أعتقد أن عُزيراً نبيٌّ كريم -أو قال: موسى صلوات الله عليه - ولو علمتُ أن في اليهود من يتَّهم زوجة نبي بسوءٍ, ويسبُّ أباها ويسبُ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما اتبعت دينَهم, فإذا أسلمت أنا لِمَنْ أتَّبع؟
فقال الهاشميُّ: تتبع النَّقيب الذي أنتَ في خدمته. فقال اليهودي: ما أرضى هذا لنفسي!
قال: ولِمَ؟ قال: لأن النقيب يقول في زوجة نبيهِ عائشة ما يقول, ويسبُّ أباها, وأصحاب نبيِّه, فلا أرضى هذا لنفسي أن أتبعَ دين محمد, وأقذف زوجتَه, وأسبُّ أصحابه, فرأيتُ أن ديني دين اليهود خيرٌ من دينه.
قال: فوَجمَ النقيبُ, وأطرق إلى الأرض ساعة, ثم فع رأسه, وقال لليهوديِّ: صدقتَ! مُدَّ يَدَك, أنا أشهد أن لا إله إلا الله, وأشهدُ أن محمداً رسول الله, إني تائبٌ عمَّا كنتُ عليه من هذا الأمر الذي ذكرت.
فقال اليهوديُّ عندَ ذلك: وأنا أيضاً أشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له, وأشهدُ أن محمداً عبدهُ ورسوله, وأنَّ كل دين غيرَ الإسلام باطل, وأسلم, وحسن إسلامه, وتاب النقيب عن الرَّفض, وحسنت توبته" أ . هـ .



دلالة خاتمة الإفك
ختم آيات حادثة الإفك بقوله تعالى: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)
و نبينا عليه الصلاة والسلام أطيب الخلق حيا وميتا بأبي هو وأمي، أفلا يكن أزواجه طيبات؟
بلى والله الذي لا إله غيره إننا نثق في طيبهن وبراءتهن من كل عيب ونحلف على ذلك غير حانثين.
و ما أجمل ختام الكلام عن هؤلاء الطيبين (أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)
وأنا أشهد بالله أن أمنا عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها مبرأة مما يقذفها به الروافض وأنها هي الطيبة وأن الروافض هم الخبيثون قاتلهم الله أنى يؤفكون.


هذا واجبنا نحو أمنا عائشة
إن الأمة كلها مستنفرة شرعًا وأولهم الحاكم لإنزال العقوبة بكل من تسول له نفسه النيل من عرض النبى صلى الله عليه وسلم فإن فرطت الأمة و لم تفعل {تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ)
ومن ثم لم يبق لها من شرعية بقائها بعد أن آذنت ربها -جل جلاله- بالحرب "مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ"، فكيف بمن يعادي خير الخلق فى عرضه ؟
هِيَ حَبَّةُ الْعِقْدِ الْفَرِيدِ ِلأَنَّهَا *** بِكْرٌ تُفَاخِرُ فِيهِ فِي الْقَمَرَانِ
وَأَحَبُّ زَوْجٍ لِلنَّبِيِّ بِلاَ مِرَاء *** مَنْ ذَا يُوَازِي الْجَوْهَرَ الرَّنَانِ
زَوْجُ النَّبِيِّ تُحَبُّهُ وَيُحِبُّهَا *** قَدْ غَابَ عَنْهَا يُفِيضُ بِالرِّضْوَانِ
مَاتَ النَّبِيُّ وَرَأْسُهُ فِي سَحْرِهَا *** فِي يَوْمِهَا الْمَعْقُودِ بِالرُّجْحَانِ
قَدْ كَانَ دَفْنُ رَسُولِنَا فِي بَيْتِهَا *** فَكَفَاهَا فَضْلاً بُقْعَةُ اْلأَكْفَانِ
رِيقُ النَّبِيِّ وَرِيقُهَا امْتَزَجَا مَعاً *** فَالْمُسْتَحِيلُ تَبَاعُدِ الْمَاءَانِ
حَازَتْ عُلُوماً قَدْ تَقَاصَرَ دُونَهَا *** جُلُّ الرِّجَالِ وَخَاضَتِ الْبَحْرَانِ
أَمَّا الْفَصَاحَةُ فَهْيَ تَمْلِكُ سِرَّهَا *** قَدْ فَاقَتِ الْعُرْبَ الْقُدَامَى مَعَانِي
وَرِوَايَةُ اْلآثَارِ أَصْلُ كَلاَمِهَا *** لاَ لَنْ تُدَانِيهَا النِّسَاء لاَءَانِ
هِيَ خَيْرُ هَذَا الْجَمْعُ مِنْ زَوْجَاتِهِ *** مَنْ مَاتَ عَنْهُنَّ الرَّسُولُ الْحَانِي
مَنْ كَانَ يَحْتَرِفُ الرِّيَاضَةَ عِنْدَهُ؟ *** بِنْتُ السِّبَاقِ وَفْلْذَةُ الْفِرْسَانِ
فَاللهُ رَبُّ الْخَلْقِ قَدْ أَخْتَارَهَا *** جَاءَ الْمَلاَكُ بِصُورَةِ اْلأَلْوَانِ
حُبِّي لَهَا فَرْضٌ صَرِيحٌ وَاجِبٌ *** قَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي الصَّحِيحِ الثَّانِي
فِي لَمْزِهَا الْكُفْرُ الصُّرَاحُ وَرِدَّةٌ *** لِوُضُوحِ ذَاكَ اْلأَمْرُ فِي التِّبْيَانِ
هَذَا الْخَوَارِزْمِيُّ فِي "كَافِيِّهِ" *** يُفْتِي بِذَاكَ لِمَذْهَبِ اْلإِخْوَانِ
يَا يَاسِرَ اْلإِلْحَادِ فِي أَيَّامِنَا *** تَاللهِ كُفْرُكَ حَيَّرَ الْعَلْمَانِي
أَتَقُولُ سُمُّ رَسِولِنَا مِنْ فِعْلِهَا *** وَتَقُولُ تَقْتُلُ سَيِّدَ اْلإِنْسَانِ
بِاللهِ مَنْ سَمَّ الرَّسُولَ سِوَاكُمُ *** سَبَأُ الْيَهُودِ وَشِيعَةُ الْغِرْبَانِ
يَا يَاسِرَ اْلأَضْغَانِ أَقْصِرْ وَانْتَهِي *** عَبْدَ الْمَجُوسِ وَسَيِّدَ الْخِرْفَانِ
أَتَقُولُ أَنَّ الْكِذْبَ أَصْلُ حَدِيثِهَا *** عَنْ سَيِّدِ الثَّقَلِينِ فِي الْكَوْنَانِ؟
أَتُرِيدُ أَنْ تَسْقِي النَّزِيهَ لَجَاجَةً *** مِنْ دَائِكَ الْمَرْكُوزِ فِي اْلأَعْكَانِ؟
مَنْ كَانَ أَكْذَبُ فِي النُّقُولِ سِوَاكُمُ ؟ *** فَلْيَشْهَدُ التَّارِيخُ فِي الْمِيدَانِ
شُبُهَاتُ قَوْلِكَ تُرُّهَاتُ خَمِيسِكُمْ *** فَالْهَرْطَقَاتُ تَطِيحُ فِي الْمِيزَانِ
مِنْ كُلِّ تَدْلِيسٍ وَكْذْبٍ وَافْتِرَاء *** فِي كُلِّ قَاعِدَةٍ لَهَا قَرْنَانِ
فَنَرَاكَ فِي كُلِّ النُّقُولِ مُقَرْمِطٌ *** وَمُسَفْسِطٌ فِي الْعَقْلِ بِالسَّيْلاَنِ
اللهم إنا نشهدك على حبنا لأمنا عائشة رضي الله عنها فاحشرنا اللهم معها ومع زوجها ووالدها وأمها وأختها
جمع وترتيب الفقير إلى الله/ أبو مسلم وليد برجاس