الجمعة، 21 ديسمبر 2012

بين هجرتين فرق - وليد برجاس

هاجر محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه  وهاجر موسى عليه السلام وقومه 
ولكن شتان بين الهجرتين
هجرة محمد صلى الله عليه وسلم غيرت الدنيا وشيدت مجدا وأرست معالم الدين 
فيها ظهر معدن الصحابة الذين باعوا كل غالى ونفيس من أجل هذا الدين وكانت نتيجة الهجرة دولة عظيمة ودين مكين
بينما أصحاب موسى تمردوا ولم يشكروا وآذوا موسى فكان مآل هجرتهم أن عاقبهم الله من جنس عملهم بالتيه أربعين سنة  حتى يفنى جيل الذل والهوان ويقطع دابرهم   
فشتان بين هجرتين أمة تعظم كبيرها ونبيها فيعظم الله قدرها ويظهر دينها ويمكن لشرعها أن يسود
وأمة تستخف بكبيرها وتعصى نبيها وتؤذيه فى نفسه وتتمرد على شرع ربه 
كتبه أبو مسلم وليد برجاس

افتضحوا فاصطلحوا - وليد برجاس

اجتمع أعداء الأمس بعد ان صاروا أصدقاء اليوم ، ما الذى جمعهم لأول مرة وقد اتفقوا منذ القدم على ألا يتفقوا واجتمعوا على ألا يجتمعوا ، 
 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً إذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا }الأحزاب9-10
اجتمع كل حاقد فاشل متآمر 
ما اجتمعوا إلا لحرب الدين وإطفاء نور الشريعة ولكن هيهات (يريدون ان يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا ان يتم نوره ولو كره الكافرون)
انقسم المجتمع لفسطاطين فسطاط إيمان وفسطاط كفرونفاق
يفصل بينهما خندق 
الفريق الأول {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً }الأحزاب22
وأما الفريق الثانى {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً }الأحزاب12
اجتمع اكثر من 12000 وكان المسلمون 3000  ظن التآمرون أنهم يحاربون المسلمين وما يعلمون أنهم يحاربون رب العالمين يحاربون دينه وشريعته إنهم يدركون أن لو قامت لدولة الإسلام قائمة  فلن يكون لهم شأن فى التسلط على عباد اللهفجمعوا أمرهمورموا بكل ما فى جعبتهم فرجعوا خاسرين خائبين 
 {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً }الأحزاب25
وكانت العاقبة لأهل الإيمان جسدها كلمة قالها أشرف الأنام :" الآن نغزوهم ولا يغزونا" ورجحت الكفة وظهر الفرقان
أبو مسلم وليد برجاس