الخميس، 16 يناير 2014

الــبـــلاص !!

الــبـــلاص !!
فى قرية صغيرة طيبة عاش شاب يعانى من مشكلة تقض مضجعه
تكمن مشكلة الشاب فى أنه يحس أنه أقل ممن يماثلونه من جميع الأوجه
بتوالى الأيام فكر الشاب فى طريقة يلفت بها الأنظار
أخذ هذا الشاب يسير فى القرية فاردا ذراعية مثبتا لرأسه كمن يحمل شيئا على رأسه
أخذ كل من يراه يسأله عن سر هذه المشية
صرخ فيهم قائلا
( أنتم عميان ألا ترون هذا البلاص الذى أحمله فوق رأسى )
تعجب أهل القرية منه وسخروا مما يقول
أخذ الشاب يجول فى القرية يزعق بأن اهل القرية عميان لا يرون ما يراه
إنقسم الناس فى الرأى حول ما يفعلون معه
الغالبية العظمى رأت أنه من العبث إضاعة الوقت فى إثبات (الثابت) بأنه لا يوجد بلاص فوق رأسه وأنه من الأفضل تركه على حاله فهو الوحيد المتضرر فى النهاية وستتخشب رقبته ويعوج عموده الفقرى وهذا أفضل جزاء له
أما البعض فقد آلى على نفسه أن يثبت لذلك المسكين أنه لا يوجد بلاص وأنفقوا فى ذلك وقتا طويلا ولكن النتيجة كانت عكسية دائما لأن الشاب كان يحصل على ما يريده بوجوده فى دائرة الجدل والنقاش التى يكون بلاصه محورها
بعد فترة اهتدى اثنان من الشباب ممن يحاولون إقناعه بعدم وجود البلاص إلى حكيم من قرية مجاورة و أخبروه بالقصة كلها
فكر الحكيم قليلا ثم طلب منهم أن يحضروا الشاب وهو سيحل المشكلة
ذهب الشباب إلى صاحبنا واخبروه أن حكيما مشهود له بالحكمة والعلم يريد أن يراه ليحكم بينهم
وافق الشاب وهو واثق أن الحكيم سيكون مثل الجميع ولن يرى أى بلاص
ذهب الجميع إلى الحكيم ودخلوا عليه
أشاروا إلى الشاب وقالوا
هاهو الشاب أيها الحكيم
هل ترى بلاصا فوق رأسه
نظر الحكيم إليهم وقال
طبعا أراه وسأكسره الأن
(كان الحكيم قد خبأ فى سندرة بالسقف تلميذا له وأعطاه بلاصا وطلب منه أن يلقيه على الأرض عند إشارة معينه)
أمسك الحكيم بعصا غليظة ولوح بها فوق رأس الشاب
(وكانت هذه الإشارة المتفق عليها ) فهوى بلاص متحطم على الأرض تحت أقدام صاحبنا
فوجئ صاحبنا وأحس أن قصته قد إنتهت ، إن هذا الحكيم اللعين سيحرمة من بلاص متعته
صمت قليلا ثم صلب رقبته مرة أخرى وصرخ
(هذا ليس بلاصى أنا بلاصى كان مليان عسل)
*** 
فى الحياة ستقابلون أمثال هذا الشاب
ستجدونهم يروجون لأفكار من عدم
يتبنون الخواء مصرين أن به الكثير من عسل الشفاء
يرمون من حولهم بالعجز لعدم قناعتهم بترهاتهم
يعشقون أن يكونوا محاور للجدل التافه ليشبعوا إحساسا مفتقدا بالأهمية
نصيحة منى
لا تمنحهوهم شيئا من وقتكم
تذكروا دوما

لا فائدة أبدا من مناقشة ما يتعلق بالبلاليص

منقول للفائدة