قال صلى الله عليه وسلم :
" ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا ، وَبِالإِسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا "
. رَوَاهُ مُسْلِمٌ
إن بناء المنشآت من مصانع ومدارس وسدود أمر سهل ومقدور عليه،
ولكن الأمر الشاق حقاً هو بناء الإنسان، وتغيير فكره وقلبه،
الإنسان المتحكم في شهواته الذي يعطي الحياة كما يأخذ منها،
ويؤدي واجبه كما يطلب حقه،
الإنسان الذي يعرف الحق ويؤمن به ويدافع عنه، ويعرف الخير ويحبه للناس كما يحبه لنفسه،
ويتحمل تبعته في إصلاح الفساد، والدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
والتضحية بالنفس والمال في سبيل الله، إن التغيير في هذا الإنسان أمر عسير غير يسير،
ولكننا نجد الإيمان حينما يتغلغل ويصل إلى سويداء القلوب نجده يفعل الأعاجيب بصاحبه،
الفرد بلا إيمان ريشة في مهب الريح ،
بهيمة في مسلاخ بشر فريسة للخرافات والخزعبلات
لا يعرف لماذا جاء إلي الدنيا ولما خلق لا يبصر الحق ولا يسمعه،
دابة لا تعقل (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل)
فالإيمان هو الذي يهيئ النفوس لتقبل المبادئ
مهما يكمن وراءها من تكاليف وواجبات وتضحيات ومشقات.
حسبنا مثلاً على الإيمان الصادق والتحول الإيماني الفريد
رجل وامرأة عُرف أمرهما في الجاهلية، وعرف أمرهما في الإسلام،
الرجل هو عمر بن الخطاب والمرأة هى الحنساء
الله أسعدني بظل عقيدتي *** أفيستطيع الخلق أن يشقوني
كل بذل إذا العقيدة ريعَتْ *** دون بذل النفوس نذر زهيد
مسلم يا صعاب لن تقهريني *** في فؤادي زمازم ورعود
لا أبالي ولو أُقيمت بدربي *** وطريقي حواجز وسدود
من دمائي في مقفرات البراري *** يطلع الزهر والحياة والورود
هذه سمة المؤمنين، الاطمئنان إلى الله يملأ نفوسهم فيبنيها، يحرك جوارحهم فيقوِّيها.
لا يستمدون تصوراتهم وقِيَمَهم وموازينهم من الناس،
وإنما يستمدونها من رب الناس؛ فأنى يجدوا في أنفسهم
وهنًا عند محنة أو عند منحة أو عند شهوة، أو يجدوا في قلوبهم حزنًا على فائت من الدنيا؟
إنهم على الحق؛ فماذا بعد الحق إلاّ الضلال،
ليكن للباطل سلطانه، ليكن له هيله وهيلمانه،
ليكن معه جمعه وجنوده، إن هذا لا يغير من الخطب شيئًا.
أبو مسلم وليد برجاس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق