الأربعاء، 1 مايو 2013

شفيق على ظالم

عن جابر قال لما رجعت مهاجرات البحر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( ألا أتحدثون بأعجب شيء رأيتم بأرض الحبشة ؟ )
فقال فتية منهم : يا رسول الله بينا نحن جلوس إذ مرت علينا عجوز من عجائزهم تحمل قلة من ماء فمرت بفتى منهم فجعل إحدى يديه بين كتفيها ثم دفعها على ركبتها فانكسرت قلتها فلما ارتفعت التفتت فقالت : سوف تعلم يا غدر إذا وضع الله الكرسي وجمع الأولين والآخرين وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون أتعلم أمري وأمرك عنده غدا فقال رسول الله : صدقت كيف يقدس الله قوما لا يؤخذ لضعيفهم من قويهم ) أخرجه ابن ماجه وله شاهد من حديث بريدية -رضي الله عنه- أخرجه ابن أبي عاصم في «السنة»، والبيهقي في «الأسماء والصفات» و«الشعب»، والحديث بهما صحيح.
أما والله إن الظلـم شؤم *** وما زال المسيء هو الظلوم
تعلم في الحساب إذا التقينا *** غداً، يومَ القيامة، من الظلومُ
وينقطع التلذذ عن أناس *** من الدنيا، وتنقطع الهموم
تنام ولم تنم عنك المنايا *** تنبه للمنية يا نؤوم
تروم الخلد في دار المنايا *** وكم قد رام غيرك ما تروم
إلى ديان يوم الدين نمضي *** وعند الله تجتمع الخصوم
الظلم في الدنيا ظلمات علي أصحابه ؛
 ظلمات فى البصر والبصيرة ، ظلمات في القلب ، فإذا أظلم القلب تاه وتجبر وتحير ، فذهبت هدايته ، وانطفأت بصيرته ، فصار صاحبه في ظلمة إلى يوم القيامة ، بينما غيره من المؤمنين يسعي نورهم بين أيديهم بأعمالهم الصالحة.
لقد رأيت الظلم وأهله وأيقنت أن من سلط سوطه على أحد أذيق بأس سوطه...
فمن استطال على الناس بولده فلينتظر بترا ، ومن استطال على الناس بماله فلينتظر فقرا
ومن استطال على الناس بعزه فلينتظر ذلا ، ومن استطال على الناس بعقله فلينتظر جنونا
ومن استطال على الناس بصحته فلينتظر مرضا
فليتدبر كل ظالم أي السياط أقوى على بأسها وأشد على ألمها وأجلد على عذابها ولا يحسبن الظالم أن إمهال الله إهمال أو غفلة - تعالى الله- لكنه الإملاء والاستدراج والمكر به فليحذر!
لعل للظالم في رحمة الله نصيباً وفي عفوه قسطاً فمن كان منكم لديه سوطاً فليستعمله في الخير وإلا فلا يلومن إلا نفسه.

ليست هناك تعليقات: