الجمعة، 21 يونيو 2013

بلطجى باشا

بلطجى باشا

الحمد لله الجبار المتكبر المعبود، أباد بسطوته قوم نوح، وأهلك عادا وقومَ هود، وأعاد من بعد عاد دائرة السوء على ثمود، وسلط ضعيف البعوض على النمرود، وأغرق فرعون وقومه لما تلاطمت عليهم الأمواج الصدود، وأعمى بصائر الجاحدين ففي أعناقهم أغلال وفي أرجلهم قيود " فالذين كفرو قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم * يصهر به ما في بطونهم والجلود وأشهد أن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك, وله الحمد وهو علي كل شيء قدير
عز فلا تـراه الظنـون *** وجـلّ فلا يعتريه المنـون
تفـرد في مـلكه بالبقاء*** وكل الورى بالفناء ذاهبون
ويفعل في خلقه ما يشاء*** بغير اعتراض وهم يسألون

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. وبعد
إن التُقى مُلجم 

قال تعالى (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ{27} لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ{28} إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ{29} فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ{30} فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ{31} مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ{32} المائدة
إن الله تعالى لم يخلق شيئا أشرعلى الإنسان من نفسه ، تأمل (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ) وتأمل (إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ) "يوسف 53 " فنعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
روى ابن جرير عن ابن عمرو قال: إن ابني آدم اللذين قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر كان أحدهما صاحب حرث والآخر صاحب غنم ، وإنما أمرا أن يقربا قرباناً ، وإن صاحب الغنم قرب أكرم غنمه وأسمنها وأحسنها طيبة بها نفسه ، وإن صاحب الحرث قرب أشر حرثه الكودن والزودن غير طيبة بها نفسه ، وإن الله عزوجل تقبل قربان صاحب الغنم ولم يتقبل قربان صاحب الحرث .
قال: وايم الله إن كان المقتول لأشد الرجلين ولكن منعه التحرج أن يبسط يده إلى أخيه .
وقد قيل :" إن التُّقى مُلجم"
وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل" متفق عليه .
والكفل : الجزء والنصيب .
وقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث جرير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ".
قال أبوهريرة : دخلت على عثمان يوم الدار فقلت: جئت لأنصرك وقد طاب الضرب يا أمير المؤمنين
فقال: يا أبا هريرة أيسرك أن تقتل الناس جميعاً وإياي معهم ؟ قلت: لا، قال: فإنك إن قتلت رجلاً واحداً فكأنما قتلت الناس جميعاً فانصرف مأذونا لك مأجوراً غير مأزور. رواه ابن جرير
قلبت الموازين 

فى مجتمع قلبت فيه الموازين وضاعت الأمانة
· يقول النبى صلى الله عليه وسلم :"فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ فَيُقَالُ إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ مَا أَعْقَلَهُ وَمَا أَظْرَفَهُ وَمَا أَجْلَدَهُ وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ"
رواه البخاري- كتاب الرقاق – باب رفع الأمانة – برقم( 6016)– مسلم – كتاب الإيمان- بَاب رَفْعِ الْأَمَانَةِ وَالْإِيمَانِ مِنْ بَعْضِ الْقُلُوبِ وَعَرضِ الْفِتَنِ عَلَى الْقُلُوبِ برقم (206).
وروى أبو هريرة رضى الله عنه قال : ( قال رسول الله لعبد الله بن عمرو : كيف بك يا عبد الله إذا بقيت فى حثالة من الناس ، قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فصاروا هكذا ، وشبك بين أصابعه ؟ قال : قلت : يا رسول الله ، فما تأمرني ؟ قال : عليك بخاصتك ، ودع عنك عوامهم ).
انظر شرح ابن بطال لصحيح البخاري10/38.
ما أدراك ما البلطجة؟
بلطجى= شبيح؛ كلمة تركية وهي تتكون من مقطعين هما "بلطة" "جي " وهو صاحب البلطة
البلطجة ميراث المفسدين الفاشلين ، هى مسلك الظالمين، وهَدى المنافقين من نُزع منه الرحمة ، وغاب عنه التقوى والحياء من رب العالمين
البلطجة هرج ومرج ولجام منفلت ، فلا تقوى ولا عقل ولا رحمة ، جاهلية جهلاء ، وحمق وفجور . وخصومة عمياء واستطالة على الضعفاء ، وانتفاش يخبىء خواء، وجنون عظمة يغطى فشلا، و قوة تحكى ضعفا ، وزهو يطوى على الفطرة انتكاسا ، نشاط زائد وصحة زائفة ، تغطى نقصا ومرضا نفسيا عضالا.
إن شر ما طبع الله عليه المرء خلق دنيّ، ولسان بذيّ و بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد.
ليت بأسه وقوته على الظالمين ، ليت شره وفجوره على أعداء الدين ، فلا يرجى خيره ولا يؤمن شره ، شيطان متكبر لا يألف ولا يؤلف .
صار البلطجى اليوم أعز الناس وأمكنها وأسعدها، وبعد أن كان مطلوبا للعدالة صار مطلوبا لتحقيق العدالة ، إنها معايير الجاهلية تعود من جديد وصار لأهل الظلم والعدوان صولة وجولة فأضاعوا الحقوق وسلبوا الأموال وهتكوا الأعراض وقطعوا الطريق وروعوا الآمنين وحاصروا المساجد بالقنابل ، وقطّعوا المصاحف وأهانوا الدعاة وكسروا ميزان العدل فتعالى الله الملك الحق.
البلطجة منذر شؤم على العباد والبلاد ، فبطر الحق وغمط الناس ظلمات فى الدنيا والآخرة ومؤذن بخراب العمران وهلاك العباد

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا 
ما العنف؟ 

صدق النبى صلى الله عليه وسلم عندما قال:" والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يومٌ ، لا يدري القاتل فيم قَتَلَ ولا المقتول فيم قُتِلَ ، فقيل : كيف يكون ذلك ؟ قال : الهرج ؛ القاتل والمقتول في النار" رواه مسلم 2908
يقصد بالعنف لغة: الزيادة عن الحد، وشرعاً هو: مجاوزة الحد المطلوب شرعاً من البعد إلى ما هو أبعد منه.
و فى علم السلوك: هو سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية، يصدر عن طرف بهدف استغلال وإخضاع طرف آخر في أطار علاقة قوة غير متكافئة مما يتسبب في إحداث أضرار مادية، أو معنوية، أو نفسية.
قال النبى صلى الله عليه وسلم:"ما كان الرفق في شىء إلا زانه ولا نزع الرفق من شيء إلا شانه " صحيح الجامع 5654
و العنف يشمل: السب والشتم والضرب والقتل والاعتداء والترويع والإرهاب وتشويه السمعة والتضليل الإعلامى بإشاعات والأكاذيب بقصد التشويه والتنفير.
ذكرت جريدة الأخبار المصرية عن المستشار محمد عبدالعزيز الجندي وزير العدل المصري :
نصف مليون بلطجي محترف يعملون في مصر الآن براتب 5 آلاف جنيه للبلطجي الواحد يومياً مقابل خلق الذعر والفوضى وإشاعة التخويف من حال الشارع بعد سقوط نظام مبارك.

أثر ظاهرة العنف والبلطجة على الفرد والمجتمع 

على الفرد: ينسلخ صاحبها من الإنسانية والمروءة ويصبح شيطانا بغيضا وتجعله مفلسا يوم القيامة.
على المجتمع : هى كفيلة بتدمير المجتمع وأمنه إذ أن المجتمع يقوم على العدل والإخاء والمساواة.
حكم العنف والبلطجة وإيذاء الناس
إن الإسلام يرفض جميع أشكال العنف والإرهاب مع المسلمين وغير المسلمين ممن لايضرونك في دينك ويدعو إلى السلام والرفق واللين والإخاء كما يتجلى ذلك في قوله تعالى:
(وقولوا للناس حسناً) البقرة: آية 83 – وقال (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) النحل: آية 125 – وقال (وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }البقرة237
وحرمة المسلم أعظم عند الله من حرمة الكعبة ، بل من الدنيا أجمع . وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا ) وفي رواية أخرى : (( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلمٍ ) صححه الألباني في صحيح الجامع 9208
زوال الدنيا بأموالها ومزارعها ومصارفها ومصانعها وتجاراتها وبناياتها ودولها وأحلافها ، وكل ما فيها أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق .
وصحّ أنَّه صلى الله عليه وسلم قال : " من أشار إلى أخيه بحديدة فإنَّ الملائكة تلعنه ، وإنْ كان أخاه لأبيه وأمه"رواه مسلم
· وصحّ أنَّه صلى الله عليه وسلم نهى أنْ يُتعاطَى السيف مسلولاً" رواه أبو داود، والترمذي، وقال: حديث حسن
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " أولُ ما يُحاسَبُ به العبدُ الصلاةُ ، وأولُ ما يُقضَى بينَ الناسِ الدماءُ " رواه الترمذي
* وفي الصحيحين أنَّ النبي قال: "من حَمَل السلاحَ علينا فليس منا"
وقال :" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" متفق عليه
بل المسلم له حُرمة حتى بعد موته ،عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إنَّ كسر عظم المؤمن ميتاً مثل كسره حياً" رواه أبو داود وابن ماجة وأحمد وغيرهم، وهو حديث صحيح كما قال العلامة الألباني في إرواء الغليل 3/214.
أنّى له التوبة؟! 

• وقال سبحانه: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساء:93]
· روى ابن جريربسنده عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس أنَّ رجلاً أتاه فقال : أرأيتَ رجلاً قتل رجلاً متعمداً ؟ قال : جزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً ، قال : أُنزِلتْ في آخر ما نزل ، ما نسخها شيءٌ حتى قُبضَ رسولُ الله رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال : أرأيتَ إنْ تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى ؟ قال : وأنّى له التوبة ؟!!،
وقد سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" ثكلتْهُ أُمُه رجلٌ قتلَ رجلاً متعمداً يجيء يومَ القيامة آخذاً قاتله بيمينه أو بيساره وآخذاً رأسه بيمينه أو شماله تشخبُ أوداجه دماً في قبل العرش يقول : يا رب سَلْ عبدك فيم قتلني ؟ " ورواه النسائى واحمد
وأخرج أحمد والنسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" كلُّ ذنبٍ عسى اللهُ أنْ يغفره إلاّ الرجلُ يقتلُ المؤمنَ متعمداً أو الرجل يموتُ كافراً "
وقال : "سِبابُ المسلم فُسوق وقتاله كفر" متفق عليه
* وقال : " لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصِبْ دماً حراماً " رواه البخاري [350]
وروي عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من قتل مؤمناً فاغتبط بقتله ( يعني سره ذلك وفرح به ) لن يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ) مسند الشاميين للطبراني 1289
بئس أخو العشيرة 

عن عائشة رضي الله عنها: "أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال : بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة . فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت عائشة يا رسول الله :حين رأيت الرجل قلت له: كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عائشة متى عهدتني فحاشا؟ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره"
رواه البخاري ومسلم ومالك في الموطأ وأبو داود في سننه رحمة الله على الجميع
منزلة الحديث:
هذا الحديث من جوامع الأدب، وإصلاح الأخلاق، وركائز التربية، وشروط الدعوة الصالحة
قال فيه الإمام الخطابي رحمه الله:" جمع هذا الحديث علما وأدبا " الفتح10/454، وتحفة الأحوذي6/113.
من فوائد الحديث:
1- حسن خلقه صلى الله عليه وسلم ولذلك قال لعائشة رضي الله عنها:" متى عهدتني فحاشا؟"، قال تعالى في حقه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم
2- أناته صلى الله عليه وسلم وعدم استعجاله وحسن توجيهه.
3- الرفق بالجاهل والفاسق ، ويتجلى ذلك في تركه صلى الله عليه وسلم الإغلاظ على هذا الرجل، حتى لا يظهر ماهو فيه.
4- الفحش والتفحش كما يكون في الأفعال يكون في الأقوال، ففي لسان العرب 6/325:" الفحش والفحشاء: القبيح من القول والفعل".
5- حرص عائشة رضي الله عنها على التعلم والمعرفة ولذلك كان لها رضي الله عنها في الفضل العظيم ما ليس لغيرها من سائر أزواجه صلى الله عليه وسلم، انظر لوامع الأنوار للسفاريني رحمه الله 222 – مختصره.
6- في الحديث وعيد شديد وترهيب بليغ من فاحش القول، وأن من شر الناس منزلة عند الله ومن أعظمهم ذنبا من اشتد فحش كلامه، حتى تركه الناس تجنبا لشر قوله، وهذا الوعيد جاء على العموم، فهو يتناول كل من كانت هذه صفته ومات عليها كما ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح 10/455.
7- وفي الحديث كذلك علامة من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم وذلك في وصفه عليه الصلاة والسلام للرجل بقوله :" بئس أخو العشيرة"، فإنه قد ظهر ذلك عليه كما وصف عليه الصلاة والسلام فهذا الرجل قد ارتد بعده عليه الصلاة والسلام وجيء به أسيرا إلى الصديق رضي الله عنه، انظر شرح مسلم للنووي 16/ 166، وتحفة الأحوذي 6/112.
8- مشروعية تأليف القلوب لمصلحة شرعية فإن النبي عليه الصلاة والسلام ألان لهذا الرجل القول تأليفا له على الإسلام، انظر شرح مسلم للنووي 16/144.
9- في الحديث كذلك جواز غيبة المجاهر بالفحش أو الفسق أو البدعة ولذلك قال أهل العلم :" احتج به البخاري رحمه الله على جواز غيبة أهل الفساد وأهل الريب" الأذكار للنووي 793،وانظر الفتح 10/454.
لكن هذا الجواز بقيد عدم مجاوزة الحد حتى لا يقع المرء في التفكه بالأعراض كما ذكره القرافي رحمه الله في الفروق 4/208.
10- من اطلع من حال شخص على شيء وخشي أن غيره يغتر بجميل ظاهره، فيقع في محذور ما، فعليه أن يطلعه على ما يحذر من ذلك قاصدا النصيحة، انظر الفتح 10/454، وتفسير القرآن الكريم لابن كثير 4/271.
11- مشروعية مداراة أهل الشر والفساد فإن المداراة كما يقول ابن بطال رحمه الله :" من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح للناس وترك الإغلاظ عليهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة" الفتح 10/454.
والفرق بينها وبين المداهنة كما قال القاضي عياض رحمه الله :" أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أوالدين أو هما معا ، وهي مباحة وربما استحبت، والمداهنة ترك الدين لصلاح الدنيا" الفتح 10/454.
فيك جاهلية 

كرم الله الإنسان على سائر المخلوقات فقال {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }الإسراء70
وقال صلى الله عليه وسلم : "لا تحاسدوا، ولا تناجَشوا، ولا تباغَضوا، ولا يبِع بعضكم على بيعِ بعض، وكونوا عبادَ الله إخوانا، المسلمُ أخو المسلم، لا يظلِمه، ولا يحقرُه، ولا يخذُله، التّقوى ها هنا ـ فأشار بيده إلى صدره ثلاثًا ـ، بحسب امرئٍ من الشّرّ أن يحقرَ أخاه المسلم، كلّ المسلم على المسلم حرام؛ دمُه وماله وعِرضه" رواه مسلم
ويصعد المنبرَ وينادى بصوتٍ رفيع: "يا معشرَ من أسلم بلسانِه ولم يفضِ الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلِمين، ولا تعيّروهم، ولا تتَّبعوا عوراتِهم، فإنّه من تتبّع عورةَ أخيه المسلم تتبّع الله عورتَه، ومن تتبّع الله عورتَه يفضحه ولو في جوفِ رحلهرواه الترمذي
وفي مثلِ قولِه : "لا يؤمِن أحدُكم حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه" متّفق عليه
· عن المعرور بن سويد قال : "رأيت أبا ذر رضي الله عنه وعليه بُردٌ وعلى غلامه بُرد، فقلت: لو أخذتَ هذا فلبسته كانت حلّة، وأعطيته ثوباً آخر، فقال: كان بيني وبين رجل كلام، وكانت أمه أعجمية (سوداء) فنلت منها، فذكرني إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لي: ( أساببت فلاناً؟ ) ، قلت: نعم قال: ( أفنلت من أمه؟ ) ، قلت: نعم، قال: ( إنك امرؤ فيك جاهلية ) ،
هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن جعل الله أخاه تحت يده فليُطعمه مما يأكل، وليُلبسه مما يلبس، ولا يكلّفه من العمل ما يغلبه، فإن كلفه ما يغلبه فليُعِنْه عليه ) "متفق عليه واللفظ للبخاري .
وفي رواية أبي داوود : (إنهم إخوانكم فضّلكم الله عليهم، فمن لم يلائمكم فبيعوه ولا تعذّبوا خلق الله) .
ويروى أن أبا ذر وضع رأسه في طريق بلال ووضع خده على التراب .. وقال : والله يابلال لا أرفع خدي عن التراب حتى تطأه برجلك .. أنت الكريم وأنا المهان ..!! فأخذ بلال يبكي .. وقبل ذلك الخد ثم قاما وتعانقا وتباكيا .
أسباب العنف والبلطجة 

1- أسباب دينية
البعد عن الدين ومجالس العلم وصحبة الطيبيين ونضوب التربية الدينية ومن ثمارها التقوى والحياء ، و الحرص على الدنيا وتلبية رغبات النفس الأمارة بالسوء من أهم أسباب العنف والانحراف
عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم. حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم". رواه مسلم
2- أسباب ثقافية 
كالجهل وتدنى المستوى التعليمى وعدم معرفة كيفية التعامل مع الآخر واحترامه، وما يتمتعه من حقوق وواجبات تعتبر كعامل أساسي للعنف..
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** و أخو الجهالة في الشقاوة ينعم
3- أسباب تربويةفالذى ينشأ على القهر والمهانة يمارسها عندما يكبر ليعوض النقص الذى فيه.
4- الإعلام
تمجيد الأفلام والمسلسلات للعنف والانحراف فتعرض صورة من يتعدى على الناس ويأخذ ما يعتقد أنه حقه بالبلطجة والعنف ، بصورة البطل ويثيرون التعاطف معه وبالتالى يقلده الناس.
5- القوانين الرخوة غير رادعة
" إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن" كما قال عثمان بن عفان - رضي الله عنه - مجموع فتاوى ابن تيمية11/395 ، ومن أمن العقوبة أساء الأدب

إن إقامة العدل كفيل لردع أعمال العنف والظلم الذى انتشر بهذه الطريقة الفجة حتى بين الصغار وبين الزوج وزوجته وبين وبين الطالب والمعلم والحاكم والمحكوم وبين الرعية بعضهم بعضا .
بل من الحقائق الأليمة أن جهاز الشرطة كان له اليد العليا فى صناعة ظاهرة البلطجة وتعزيزها ثم يكتون بنارها بعد ذلك.
ومن جعل الغراب له دليلا *** يمر به على جيف الكلاب 

ومن يجعل الضرغام بازا لصيده *** تَصَيَّدَهُ الضرغام فيما تصيدا.

6- أسباب اقتصادية
فالخلل المادي الذي يواجهه الفرد أو الأسرة ،والتضخم الاقتصادي الذي ينعكس على المستوى المعيشي لكل من الفرد أو الجماعة حيث يكون من الصعب الحصول على لقمة العيش.
7- تعاطى المخدرات والخمور
سفينة المجتمع بين العنف والعفو
· بلغَت عناية الشريعة المحمّدية في منعِ أذى المؤمنين والتحذير من الإضرار بهم ولو كان القصد حسنًا والهدف نبيلاً.
جاء رجلٌ يتخطّى رقابَ النّاس يومَ الجمعة والنبيّ يخطب، فقال عليه الصلاة والسلام له:
"اجلِس فقد آذيت" رواه أبو داود والنسائي وإسناده حسن
فكيف بالأذى المقصود المتعمد لأغراض شخصية ومنافع دنيوية زائلة ؟!
· ويزداد الجرم إثمًا عند الله حينما يتّجه إلى الجيران، أو لأحدٍ من الصالحين قال صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره)) متفق عليه
· ويقول: "لا يدخل الجنَّةَ من لا يأمن جارُه بوائِقه" رواه مسلم و البخاري
وبوائقه أي: غوائله وشروره
· ويزداد الجرم ومن ثم الوعيد فى الأذيّة بعباد الله الصالحين، فيقول : "إنّ الله جلّ وعلا يقول: من عادى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب" رواه البخاري
· وقال: "عُرِضت عليّ أعمال أمّتي حسنُها وسيّئها، فوجدتُ في محاسن أعمالِها الأذى يُماط عن الطريق، ووجدتُ في مساوئ أعمالِها النخاعة تكون في المسجد لا تُدفَن" أخرجه مسلم
·و قال: " مرّ رجلٌ بغُصن شجرةٍ على ظهرِ طريقٍ فقال: والله، لأنحِّينّ هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأُدخِل الجنّة" رواه البخاري ومسلم .
· يقول أحد السّلف:
"ليكُن حظّ المؤمن منك ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضرَّه، وإن لم تُفرحه فلا تغمَّه، وإن لم تمدَحه فلا تذمَّه".
عاقبة العنف والبلطجة وإيذاء الناس 

أما آن لك أن تكُفَّ الأذى عن إخوانك قبل أن يُقضَى بينك وبينهم يومَ لا ينفع مال ولا بنون،
فعن أبي هريرة أنّ رسول الله قال: "أتدرون ما المفلس" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال:
((إنّ المفلسَ من أمّتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وقيام وزكاةٍ، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مالَ هذا وسفك دمَ هذا أو ضربَ هذا، فيُعطى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه، فإن فنِيت حسناته قبل أن يَقضيَ ما عليه أخِذ من خطاياهم فطُرحت عليه فطُرح في النّار)) رواه مسلم
· دعا رجلٌ مِن السلف على امرأة أضرّته وأفسدَت عليه عِشرةَ امرأة له، فذهب بصرها في الحال، وكذَب رجلٌ على مطرّف بن عبد الله رحمه الله فقال له: "إن كنتَ كاذبًا فعجّلَ الله حتفَك"، فمات الرّجل مكانَه.
· وكان رجلٌ من الخوارج يغشَى مجلسَ الحسن البصري فيؤذيهم، فلمّا زاد في ذلك، قال الحسن: "اللهمّ قد علمتَ أذاه لنا فاكفِناه بما شئتَ"، فخرّ الرجل من قامتِه، ميتا.
ومع هذا فأكثرُ مَن كان مجابَ الدّعوة من السلف كان يصبِر على الأذى والبلاءِ 
ابتغاءَ الأجر والثّواب من الله جلّ وعلا.

والصمتُ عن أحمقٍ أو جاهلٍ شرفُ *** وفيه أيضاً لصون العِرْضِ إصلاحُ.
أَمَا ترى الأُسْدَ تُخْشى وهي صامتةٌ *** والكلبُ يُخْزَى لعمري وهو نَبَّاحُ.

يمهل ولا يهمل 

يا مَن لا يزال على أذيّة المسلمين قائمًا ولإحداث الضّرر بهم ساعيًا، تذكّر أنّ معهم سلاحًا بتّارًا، تذكّر أنّ الأذيّة ظلمٌ والإضرار بالمؤمنين بغيٌ، ولقد قال : "واتّق دعوةَ المظلوم، فإنّه ليس بينها وبين الله حجاب"
يروى "ضابط شرطة " أن سيارة جاءت بسرعة جنونية يوم الخميس قبل المغرب وصدمت رجلا أمام باب وكالة سيارات bmw وهرب السائق تمكنت الشرطة في نفس اليوم من إلقاء القبض عليه.
ومات الرجل وعند البحث عن الأوراق التي كانت بحوزته ، تبين أنه قادم للبحث عن عمل في وكالة السيارات التي توفي أمامها ، ونقل هذا المتوفى إلى إحدى المستشفيات حتى يحفظ في الثلاجة ويأتي أحد أقاربه للسؤال عنه واستلامه ...
ومضى أسبوعان ولم يسأل عنه أحد، وفي نهاية الأسبوع الثاني بدأ يبحث الضابط عن هاتف منزله اتصل الضابط بالمنزل فردت عليه امرأة فسألها: أين فلان قالت: غير موجود. فقال لها : وماذا تقربين أنت له . قالت : زوجته . فقال لها : متى سيعود . قالت : لا أعلم . لقد خرج منذ أسبوعين ولا نعلم عنه شيء وأنا وأطفالي الاثنين ننتظر عودته. ...
لم يخبرها بموته وظل في حيرة من الأمر لمدة يومين ثم قرر بعدها إبلاغها بما حدث ...
فحزنت حزنا شديدا وبكت ، ثم طلب منها أن ترسل أحد الأقارب حتى يتابع القضية، فأبلغته بأنه لا يوجد لهم أقارب إلا عم لزوجها يسكن في منطقة تبعد عنهم مئات الكيلومترات والعلاقة بينهم مقطوعه...
فتابع الضابط موضوع هذه المرأة بنفسه ... حتى دفن وحكمت المحكمة على السائق بدفع الدية للمرأة.
أخذ السائق يماطل بالدفع ويدعى الفقر ثم أحضر صك إعسار من إحدى المحاكم بشهادة اثنين... وطويت القضية على أنه معسر وسيتم سداده لهذه المرأة عندما تتحسن حالته المالية...
زوج يبحث عن عمل ثم يموت .. يقول الضابط :كنت أجمع لها بعض النقود وأعطيها إياها، وكنت أدلها على بعض الجمعيات الخيرية في البلد ... ومرت الأيام .
وفي يوم من الأيام وبعد سنة بالضبط من الحادث الأول كنت مناوبا في المساء وإذا بمكالمة هاتفية تأتي إلى الشرطة ويقدر الله أن أرد على هذه المكالمة وأنا بحضرة حوالي عشرين ضابطا ... وإذا بخبر حادث سيارة أمام وكالة السيارات (bmw)، ذهبت إلى موقع الحادث للتحقيق فيه ... فوجدت إن سيارة صدمت رجلا ومات في الحال... وكانت الجثة مشوهة جدا لا أحد يستطيع التعرف على ملامح هذا الميت، وكان اليوم خميس والوقت قبل المغرب بقليل ، وبعد البحث عن الأوراق التي بحوزته كانت المفاجأة المذهلة والصاعقة التي تيقنت من خلالها أنه لا شيء يضيع عند رب الأرباب .
تبين لي أنه نفس الشخص الذي عمل الحادث وظلم المرأة … في نفس المكان ونفس الموعد بعد سنة من الحادث الأول ومن هول المفاجأة بالنسبة لي أخذت أتردد على المكان عدة مرات ولعدة أيام وقست المسافة بين موقع الحادث الأول والحادث الثاني … فوجدت الفرق خمسة أمتار بينهما ، ومما زاد من المفاجأة أن الذي توفي في الحادث الثاني جاء يمشي للدخول إلى وكالة السيارات ومعه شيك ليدفعه للوكالة لشراء سيارة جديدة له منها!!!
الرجل الأول كان في الطريق للبحث عن عمل وكان الثاني في الطريق لشراء سيارة جديدة
فأخبرت القاضي الذي يتولى الحكم بموضوع هذا الرجل وما كان منه … و قدر الله أن سائق السيارة الذي صدم الرجل الثاني كان يعمل في شركة كبيرة وعندما طلبت منه الدية أحضرها سريعا … ولكن فما كان من القاضي إلا أن بالدية للمرأة التي ظلمها هذا الميت !!.
إن الله يمهل ولا يهمل و الجزاء من جنس العمل ، و دعوة المظلوم مستجابة .
لا تظــلمنَّ إذا مـا كنـتَ مُقْتَــدِرًا *** فالظلـم ترجـع عُقْبَاهُ إلى الـنَّـــدَمِ
تنـام عيـناك والمظلوم مُنْتَبِـــــهٌ *** يـدعو عليـك وعَيـنُ الله لم تَـنَــمِ

علاج ظاهرة العنف والبلطجة
1- بناء المجتمع على الخلق والتقوى
علينا أن نراجع أنفسنا فى تربية أولادنا وأن نتجنب القهر والإذلال الذى يورث التمرد كذا نراجع مناهج التعليم وما يعرض فى وسائل الإعلام لاسيما الأفلام والمسلسلات من تبجيل واحترام لصورة البطل البلطجى
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا
لقد بَنى الإسلام أُسسَه في تنظيم العلاقةِ الاجتماعية بين بني المجتمع على قواعدَ مُثلى وركائزَ فضلى في مثلِ قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الحجرات10
* و يحذّر من الأذى فيقول: "إيّاكم والجلوسَ في الطرقات" فقالوا: يا رسول الله، ما لنا بدّ في مجالسنا، نتحدّث فيها، فقال عليه الصلاة والسلام وهو الرحيم المشفِق: "إذا أبَيتم إلاّ المجلس فأعطُوا الطريقَ حقَّه" قالوا: وما حقُّ الطريق يا رسول الله؟ قال: "غضّ البصر، وكفّ الأذى، وردّ السّلام، والأمر بالمعروف، والنّهي عن المنكر" متفق عليه
ويقول : "لا تسبّوا أمواتَنا فتؤذوا أحياءَنا" أخرجه النسائيّ وسنده حسن
* ويراعى مشاعر المؤمن فقال عليه الصلاة والسلام: "إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجَى اثنان دون صاحبِهما، فإنّ ذلك يُحزِنه" رواه مسلم
وفي رواية: "فإنّ ذلك يؤذي المؤمنَ، والله يكرَه أذَى المؤمن" أخرجه الترمذي وقال: "حديث صحيح".
· ونظر راوي الحديث ابنُ عمر رضي الله عنهما يومًا إلى البيتِ أو إلى الكعبة فقال: (ما أعظمَك وأعظمَ حرمتَك، والمؤمن أعظمُ حرمةً عند الله منك) رواه الترمذي بسند صحيح
· يقول الفضيل رحمه الله: "لا يحلّ لك أن تؤذيَ كلبًا أو خنزيرًا بغير حقّ، فكيف بمن هو أكرم مخلوق؟!"
· وعن قتادة: "إيّاكم وأذى المؤمن، فإنّ الله يحوطه ويغضب له" أخرجه ابن جرير في تفسيره (22/45).
2- تطبيق شرع الله كفيل بردع كل متجاوز
مَن أمن العقوبة أساء الأدب و حد يُعمل به في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحاً
قال تعالى( إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ{33} إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{34}
تطبيق حد الحرابة على البلطجى كفيل بحسم تلك الظاهرة وتطهير البلاد من ركزها ورجزها.
3- إعادة النظر فى مناهج التربية التى تعتمد على الضرب والقهر المولّد للعنف،
4- تغيير النظرة والأسلوب الأمنى فى التعامل مع البلطجى إذ أن أسلوب الاضطهاد وإهانة الاستدعاء واستخدامهم مرشدين أمنيين مكرهين والكعب الدائر وغيرها كانت سببا فى انفجار هذه الظاهرة.
وكان الأولى فتح باب التوبة لهم وتشجيعيهم على إصلاح أنفسهم و
5- توفير فرص عمل ومحاربة البطالة فهى المرتع الآثم لهذه الظاهرة.
6- ترسيخ مفاهيم العفو والتسامح والتقوى
لما عفوت و لم أحقد على أحد **** أرحت نفسي من هم العداوات.
إني أحييّ عدوّي عند رؤيته **** لأدفع الشر عنّي بالتحيّات.
و أُظهر البشر للإنسان أبغضه **** كما أن قد حشى قلبي محبات.
الناس داءٌ و داء الناس قربهم **** و في اعتزالهم قطع المودات.

يقول الله: ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) الشورى: الآية40
لقدْ خلقَ اللهُ تعالَى الناسَ مختلفةً طباعُهُمْ ، متقلبةً أمزجتُهُمْ ، متباينةً مصالِحُهُمْ ،
قالَ تعالَى ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ
ومِنْ هنَا قدْ تحدثُ مخاصماتٌ ومنازعاتٌ لاَ يرتضِيهَا اللهُ سبحانَهُ ،
واعلمُوا أنَّ الشيطانَ يوقِعُ العداوةَ والبغضاءَ بينَ الناسِ ، ويدفَعُهُمْ للفُرقةِ والتنازعِ ،
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ : الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ هِىَ الْحَالِقَةُ ، لاَ أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ ، وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا ، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ، أَفَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَاكُمْ لَكُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ" رواه مسلم
لذا أوجبَ الله الإصلاحَ بينَ المؤمنينَ فقالَ تعالَى : إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
العَفُوُّ من أسماء الله الحسنى
قال الله -تعالى-: (إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا) النساء، وقال -سبحانه-: (ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) الحج.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئاً ، إِلاَّ رَجُلاً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ ، فَيُقَالُ : أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا"
وقال :« لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا ، وَخَيْرُهُمَا الَّذِى يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ" رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري ومسلم
وبَيَّنَ أنَّ أجْرَ المصلحينَ عندَ اللهِ سبحانَهُ عظيمٌ ،): لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً)
عفو الرسول عن المرأة اليهودية
روى البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - أَنَّ يَهُودِيَّةً أَتَتْ النَّبِيَّ بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا، فَجِيءَ بِهَا فَقِيلَ أَلاَ نَقْتُلُهَا؟ قَالَ لاَ، فَمَا زِلْتُ أَعْرِفُهَا فِي لَهَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ [البخاري].
عفو الرسول عن أهل مكةلما فتح الرسول مكة، اجتمع له أهلها عند الكعبة، ثُمّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ مَا تُرَوْنَ أَنّي فَاعِلٌ فِيكُمْ؟ قَالُوا خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ قَالَ اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ الطّلَقَاءُ" [سيرة ابن هشام].
صور من عفو الصحابة 

· كان لعبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - أرض وكان له فيها عبيد يعملون فيها، وإلى جانبها أرض لمعاوية بن أبي سفيان - رضى الله عنه ، وفيها أيضًا عبيد يعملون فيها، فدخل عَبيد معاوية في أرض عبد الله بن الزبير، فكتب عبد الله كتابًا إلى معاوية يقول له فيه:
"أما بعد، يا معاوية ، إن عبيدك قد دخلوا في أرضي، فانههم عن ذلك، وإلا كان لي ولك شأن، والسلام"
فلما وقف معاوية على كتابه وقرأه، دفعه إلى وَلَدِه يزيد، فلما قرأه قال له معاوية يا بني ما ترى؟
قال أرى أن تبعث إليه جيشًا يكون أوله عنده وآخره عندك يأتونك برأسه، فقال بل غير ذلك خير منه يا بني، ثم أخذ ورقة، وكتب:
" أما بعد، فقد وقفت على كتاب وَلَدِ حَوَاري رسول الله، وساءني ما ساءه، والدنيا بأسرها هَيِّنةَ عندي في جنب رضاه، نزلت عن أرضي لك، فأضفها إلى أرضك بما فيها من العبيد والأموال والسلام".
فلما وقف عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - على كتاب معاوية - رضي الله عنه -، كتب إليه:
" قد وقفت على كتاب أمير المؤمنين أطال الله بقاءه، ولا أعدمه الرأي الذي أحله من قريش هذا المحل والسلام "
فلما وقف معاوية على كتاب عبد الله بن الزبير، وقرأه رمى به إلى ابنه يزيد، فلما قرأه تهلل وجهه، وأسفر، فقال له أبوه:
يا بني "من عفا ساد، ومن حَلِمَ عَظُمَ، ومن تجاوز استمال إليه القلوب، فإذا ابتليت بشيء من هذه الأدواء، فَدَاوِهِ بمثل هذا الدواء [المستطرف للأبشيهي].
* وعن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال:
(وأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضاً وأعطى أبا بكر أرضاً فاختلفنا في عذق نخلة قال : وجاءت الدنيا فقال أبو بكر : هذه في حدّي فقلت : لا بل هي في حدي
قال فقال لي أبو بكر كلمة كرهتها وندم عليها قال فقال لي يا ربيعة: قل لي مثل ما قلت لك حتى تكون قصاصا
قال: فقلت لا والله ما أنا بقائل لك إلا خيرا
قال والله لتقولن لي كما قلت لك حتى تكون قصاصا وإلا استعديت عليك برسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقلت لا والله ما أنا بقائل لك إلا خيرا قال فرفض أبو بكر الأرض وأتى النبي صلى الله عليه وسلم جعلت أتلوه فقال أناس من أسلم: يرحم الله أبا بكر هو الذي قال ما قال ويستعدي عليك
قال فقلت :أتدرون من هذا ؟! هذا أبو بكر هذا ثاني اثنين هذا ذو شيبة المسلمين إياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغضب لغضبه فيغضب الله لغضبهما فيهلك ربيعة
قال فرجعوا عني وانطلقت أتلوه حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه الذي كان قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا ربيعة ما لك والصديق قال فقلت مثل ما قال كان كذا وكذا فقال لي قل مثل ما قال لك فأبيت أن أقول له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :أجل فلا تقل له مثل ما قال لك ولكن قل : يغفر الله لك يا أبا بكر قال فولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه وهو يبكي .
وقال أحد السلف:" اجعَل كبيرَ المسلمين عندك أبًا، وصغيرَهم ابنًا، وأوسطَهم أخًا، فأيّ أولئك تحبّ أن تسيء إليه؟! " رواه الإمام الحاكم في مستدركه وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
لا يجتمعان (بلطجة وإيمان) 

روى البخاري عن أبي مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إنَّ مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت".
إذا لم تَصُنْ عرضاً ولم تخش خالقاً *** ولم ترعَ مخلوقاً فما شئتَ فاصنعِ
وفي الحلية لأبي نعيم: عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال:
"إن الله إذا أراد بعبدٍ هلاكاً نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مَقِيتًا مُمَقَّتًا فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ مَقِيتًا مُمَقَّتًا نُزع منه الأمانة فلم تلقه إلا خائناً مخوَّناً، فإذا كان خائناً مخوَّناً نزع منه الرحمة، فلم تلقه إلا فظاً غليظاً، فإذا كان فظاً غليظاً نزع رِبْقَ الإيمان من عنقه، فإذا نزع ربق الإمان من عنقه لم تلقه إلا شيطاناً لعيناً ملعناً"
ويقابل الحياء البذاء والجفاء، قال صلى الله عليه وسلم: "الحياء من الإيمان، والأيمان في الجنة، والبذاءُ من الجفاء، والجفاء في النار". أخرجه الترمذي، وسنده حسن.
والبذاءُ الفحش في الكلام، وهو من شُعب النفاق، وما دخل القبح والفحش في أمر إلا عابه وأفسده، قال صلى الله عليه وسلم: 
"ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه". رواه الترمذي وابن ماجة بسند حسن
إن منزوعَ الحياء لا تراه إلا على قبيح الخصال، ولا تسمع منه إلا رديء الكلام؛ لسانٌ بذيء، هُمَزَةٌ لُّمَزَة، يتركه الناس اتقاء فحشه، فمجالسته ضرر، وصحبته شر، وسيرته سوء
ولكن الشر لا يواجه بمثله وإنما يطفىء النارَ الماءُ وفي سعيك للانتقام أحفر قبرين... أحدهم لنفسك.

مازال الباب مفتوحا 
روى ابن قدامة المقدسي في كتاب التوابين عن بعض ولد القعنبي بالبصرة قال
كان أبي يشرب النبيذ ويصحب الأحداث (البلطجية) فدعاهم يوما وقد قعد على الباب ينتظرهم فمر شعبة على حماره والناس خلفه يهرعون فقال من هذا قيل شعبة قال وأيش شعبة قالوا محدث .
فقام إليه وعليه إزار أحمر فقال له حدثني فقال له ما أنت من أصحاب الحديث فأحدثك .
فأشهر سكينه وقال تحدثني أو أجرحك !!
فقال له حدثنا منصور عن ربعي عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا لم تستحي فاصنع ما شئت "
(فصادف قلبا صافيا ) فرمى سكينه ورجع إلى منزله فقام إلى جميع ما كان عنده من الشراب فهراقه ، وقال لأمه الساعة أصحابي يجيئون فأدخليهم وقدمي الطعام إليهم فإذا أكلوا فخبريهم بما صنعت بالشراب حتى ينصرفوا
ومضى من وقته إلى المدينة فلزم مالك بن أنس فأثر عنه ثم رجع إلى البصرة وقد مات شعبة فما سمع منه غير هذا الحديث .

إذا جَارَيْتَ في خُلُقٍ دَنِيئاً *** فأنتَ ومنْ تجارِيه سواءُ.
رأيتُ الحرَّ يجتنبُ المخازي *** ويَحْمِيهِ عنِ الغَدْرِ الوَفاءُ.
يعيش المرءُ ما استحياء بخيرٍ*** ويبقى العودُ ما بقي اللحاءُ
فلا والله ما في العيش خيرٌ *** ولا الدنيا إذا ذهب الحياءُ
إذا لم تخشَ عاقبةَ الليالي *** ولم تستحي فافعل ما تشاءُ
لَئيمُ الفِعلِ مِن قَومٍ كِرامٍ *** لَهُ مِن بَينِهِم أَبَداً عُواءُ

اللهم إنا نعوذ بك أن نظلم أو نُظلم أو أن نجهل أو يجهل علينا ونعوذ بك من الجبن والبخل ، ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، اللهم إنا نعوذ بك من قهر الرجال ومن جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء ، سل السخيمة من قلوبنا واجعلنا متحابين متآلفين على قلب رجل واحد ، اللهم اكفنا شر كل ذى شر أنت آخذ بناصيته اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين اللهم اجعلنا سلما لأوليائك حربا على أعدائك.
إعداد الفقير إلى الله ابو مسلم / وليد برجاس

هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

جزاك الله خيرا ونفع بك الاسلام والمسلمين واكثر الله من امثالك

وليد برجاس يقول...

وجزاكم الله خيرا أبا حمزة
شرفنى وأسعدنى مرور معاليكم
ربنا يبارك فى عمرك