الاثنين، 11 مارس 2013

القوارع الإلهية - وليد برجاس

 

إن ما نشاهده من هذه الآيات الكونية من زلازل وبراكين وأعاصير ومصائب لهي آية من آيات الله تجعل المؤمن متصلاً بالله ذاكراً له شاكرا لنعمه مستجيرا من بطشه ونقمته وسخطه
قال تعالى : ( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ )
79-99الأعراف
تلك النذر والآيات من جند الله، لم تستطع أعتى الدول بقوتها وتقدمها العلمي والتكنولوجي أن تقف أمام قوة الجبار سبحانه والذي يسير الكون بحوله وقوته كيف يشاء
فكانت تلك القوارع الإلهية ابتلاء للصالحين وعقوبة للطغاة الجبارين وعظة وتذكرة للناجين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقابه)
وقال الله تعالى: وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً [الإسراء:16]،
قال ابن القيم - رحمه الله: (وقد يأذن الله سبحانه للأرض في بعض الأحيان بالتنفس فتحدث فيها الزلازل العظام ، فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية ، والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله سبحانه ، والندم كما قال بعض السلف - وقد زلزلت الأرض- : (إن ربكم يستعتبكم) .
سنة الله غالبة
إن الله سبحانه وتعالى حكيم عليم فيما يقضيه ويقدره ، حكيم عليم فيما شرعه وأمر به وهو سبحانه يخلق ما يشاء من الآيات ، ويقدرها تخويفا لعباده وتذكيرا لهم بما يجب عليهم من حقه وتحذيرا لهم من الشرك به ومخالفة أمره كما قال الله سبحانه : ( وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا )
ومن سنن الله الكونية ، أنَّ من نازعه الكبرياء والعظمة قصمه الله وأهلكه ، ومن تسلَّط على العباد بالظلم أعاد الله عليه عاقبة ظلمه ، والعدل أساس الملك والممالك
قال الله تعالى: وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً [الإسراء:17].
أبو مسلم وليد برجاس

ليست هناك تعليقات: