الثلاثاء، 19 مارس 2013

حتى يُغيروا ما بأنفسهم - الشيخ وليد برجاس

 
حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ
إن الواقع المرير الذي تعيشه الأمة من احتلال وذل واغتصاب وقتل وفتن وتكالب الأعداء عليها
ليس هو المرض الحقيقي . ليست المشكلة فلسطين أو العراق أو أفغانستان أو سوريا أو مالى وغيرهم
سوى ثمرة من ثمار المرض العضال
عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"
يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت. حديث حسن

منذ مائة عام ونحن نتجرع هذه المآسي ونشاهد جرحنا الذى لم يتوقف نزيفه
منذ زوال الخلافة الإسلامية حتى الآن فهل من ملاذ وملجأ؟!
"حتى يغيروا ما بأنفسهم"
قال تعالى :{ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال53
يا أمة الحق أن الجرح متسع *** فهل ترى من نزيف الجرح نعتبر
ماذا سوى عودة إلى الله صادقة *** عسى تغير هذى الحال والصور

ظن البعض أن علاج أمراض ومآسى الأمة بالدعاء .
نعم الدعاء سلاح المؤمن ولكنه هنا علاج وقتي وجزئي لا يوقف المآسى ولا ينهيها وإن انتهت المأساة ستظهر أخرى لأن الداء الحقيقي مستمر وهو ضعف الأمة وذلها وهوانها وحبها للدنيا وكراهتها للآخرة رضاها بالدون وعدم المبادرة بالتغيير
حال هذا كمن وقف أمام شجرة حنظل وأخذ يدعو أن تطرح تفاحا ظل الأيام والشهور والسنوات يدعو. هل تطرح تفاحا؟ لا ولن تطرح إلا فى حالة واحدة ..
إذا زرع شجرة تفاح هنا يقبل بإذن الله دعاؤه.
قال تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) الرعد 11
الله ضيعنا لما أضعناه
سأل احد الشباب حكيما عن سبب ضياع المسلمين فقال:
قل لى بربك عن أسباب محنتنا فربما وجدنا الماضى أعدناه.
فأطرق الشيخ حينا ثم عاوده حنين فارتوى بالدمع لحياه.
وقال قولة حق لا نظير لها الله ضيعنا كما ضيعناه

يقول ابن القيم : يأبى عدل الله أن يولى علينا أمثال معاوية فضلا عن أبى بكر وعمر فإن ولاتنا على قدرنا ، وولاة السلف على قدرهم ، وكأن أعمالنا قد ظهرت فى جنس أعمالنا ولا يظلم ربك أحدا.
أبو مسلم وليد برجاس

ليست هناك تعليقات: